download (47)

اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص. لقد اضفنا اليوم قصة جديدة استمتعوا!

 

قرر الأسد سمحان ملك الغابة أن يتخذ وزيراً كي يساعده في أمور الغابة، فاجتمع بالحيوانات وقال: من منكم يوافق أن يصبح وزيرًا لي؟ قال الفيل: هذه مسئولية كبيرة يا ملك الغابة.. قالت الزرافة: أنت في حاجة إلى حيوان مخلص.. قال الثعلب: أنا مستعد للمساعدة فإن أردت الكفاءة فهي مهنتي.. قال النمر: أنا قوي ويمكنني مساعدتك… خاف الأسد سمحان من قوة النمر وقرر أن يتخذ الثعلب وزيراً، وأعلن في الحيوانات أن الثعلب هو وزيره ونائبه في الغابة، ومن يومها لم يعد الأسد يرى شؤون الحيوانات بنفسه، فكان يجلس في عرينه، ويستمع إلى أخبار الغابة من الثعلب، والأسوأ أنه كان لا يتحقق من هذه الأخبار.

كان الثعلب يستعدي الأسد على الحيوانات، وينقل إليه أخبارًا كاذبة، ويعرض الحيوانات للعقاب كذبًا وظلمًا، فبعض الحيوانات أكله الأسد عقابًا له، وآخرون طردهم من الغابة، وانتشر الظلم واشتكت الحيوانات إلى الأسد من كذب الثعلب وخداعه، واستدعى الأسد الثعلب وأخبره بشكوى الحيوانات، فقال الثعلب: عندي اقتراح يحل المشكلة.. رد الاسد: ما هو؟ قال الثعلب: أن تجعل قاضيًا للغابة تحيل إليه مشاكل الحيوانات.. قال الاسد: هذا اقتراح عظیم، ولکن من یکون هذا القاضي ؟ قال الثعلب: إنه الذئب.. رد الاسد: الذئاب؟قال الثعلب: نعم، إنه له خبرة في القضاء.

وبعد عدة أيام ذهب الفيل إلى الثعلب وقال: يا وزير الغابة سمعت أنك تريد قاضيًا، قال الثعلب: لقد اخترناه قال الفيل: من؟ رد الثعلب: الذئب، ألا تراه يلبس ملابس القاضي؟ قال الفيل: كيف؟ إن الحصان عدلان هو أصلح القضاة، لقد عمل مع قاضي المدينة من قبل، وكان يحضر معه جلسات القضاء.. قال الثعلب: لقد اخترنا الذئب ولن نغير قرارنا.. كانت الشكاوي تأتي إلى الأسد فيحولها إلى الذئب القاضي، أما الذئب فكان ينتظر ما يمليه عليه الثعلب فيحكم به، وهكذا لم يتغير شيء في الغابة واستمر الظلم بل و زاد…

وذات مساء قال الأسد للثعلب: ما زالت الحيوانات تشكو أيها الثعلب! قال الثعلب: ماذا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك ؟ إنهم لا يرضون بحكم القاضي، لم يرد عليه الأسد، وأخذ يفكر في الأمر، ثم قال في نفسه: لا بد أن أتبين الأمر بنفسي، وفي اليوم التالي تخفى الأسد وراء الأشجار كي يراقب تصرفات الثعلب مع الحيوانات، وتأكد من ظلم الثعلب، فقرر أن يعزله ويحاسبه على أفعاله، فاستدعاه وقال هل فقاطعه الاسد وقال: لقد رأيت كل شيء بنفسي، وسوف تذهب إلى القاضي كي يحكم في أمرك.. رد الثعلب وقال : أي قاضي؟ قال الاسد: قاضي الغابة، الذئب.. صاح الثعلب بصوت عالي وقال: أرجوك، لا أريد الذئب، فإنه لا يحسن القضاء.

قال الاسد: الأن عرفت أنه لا يحسن القضاء، ومن تريد أن يحاكمك ؟  قال الثعلب: الحصان عدلان.. قال الأسد: لن يحكم عليك إلا الذئب… ووقف الثعلب أمام الذئب وكل الحيوانات حاضرة وقال له: أيها القاضي الحكم بالعدل.. قال أي عدل تقصد، لا أعرف إلا ما تملیه علي، ولكنك الان متهم، و کل الغابة غاضبة عليك ويجب أن أرضيهم بالعدل أو الظلم وإلا انكشف أمري.. رد الثعلب: کیف؟ قال الذئب: لن يرضيهم إلا التخلص منك، وهكذا تشرب كأس الظلم كما سقيته للآخرين… وأصدر الحکم بإعدام الثعلب، فأکله الأسد واستراحت الغابة منه .

وبعدها أصدر الأسد قرارًا بتعيين الحصان عدلان قاضيا للغابة، فشعرت الحيوانات بالعدل، ولم تعد الشكاوى تأتي للأسد، واجتهدت الحيوانات في عملها، وازدهرت الغابة وشعر الجميع بالسعادة.. فقال الأسد للفيل يوما: الآن أشعر بالراحة، لقد استقرت أمور الغابة، قال الفيل: العدل أساس الملك يا ملك الغابة.

نتعلم من الاسد ان نحسن اختیار من يساعدنا في أعمالنا، لأنه قد يسيء إلينا ونحن لا نشعر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content