قصة الجاران والحديقتان

0

يحكي أن في يوم من الايام كان هناك جاران كل منهما عنده حديقة صغيرة في منزله يعتني بها ويراعاها، وأحد الجاران كان في بداية عمله قد قام بإصلاح التربة وزرع النباتات والعناية بها ليسمح للجذور بشق طريقها في التربة بثبات وقوة، وكان في نفس الوقت يهتم بباقي جوانب حياته ويعيشها بشكل طبيعي .

بينما الجار الآخر كان يهتم بحديقته بشكل زائد عن الحد، فكان يمهد الأرض من الداخل حتي تنمو النباتات بشكل أسرع واسهل، ولذلك كانت النباتات عنده تنمو بشكل أسرع واكبر من جاره ، وكان دائماً يتباهي كثيراً بهذا الأمر .

وفي للة من الليالي قامت عاصفة قوية، والعجيب أن العاصفة قد اقتلعت جميع نباتات الجار النشيط الذي كان يولي حديقته اهتماماً جماً، بينما النباتات الاخري عند جاره كانت ثابته ولم تذهب مع الرياح، ولم يتمكن الجار النشيط من ادراك أن قد ساعد نباتاته كثيراً حتي تشق الارض وتنمو جذورها بسرعة، وبالتالي كانت ضعيفة فلم تأخذ الوقت الكافي لتصبح قوية بمواجهة المصاعب .

بينما الار الآخر كان يمهد الطريق من الخارج ويوفر لنباتاته النمو الصحي ولكنه لم يتدخل فيما يحدث في باطن الأرض، وهذا شأن الله سبحانه وتعالي في خلقه فقد اعطي النباتات القدرة بطبيعتها أن تنمو جذورها داخل الارض لتصبح قوية محمية من العواصف .

الهدف من القصة : الكثير من الناس يعتقد أن الرعاية والعناية الشديدة الزائدة عن الحد ومساعدة الطفل في كل شئ هو أمر واجب ولازم علي الاباء والامهات، ولكن الواقع غير ذلك تماماً لأن هذا يجعل الطفل اضعف في مواجهة الحياة وغير قادر علي حل مشاكله بنفسه، ولكن الافضل أن يوجه الاب والام الطفل في سن صغيرة، ويمهد له طريقه ويزرع في نفسه المبادئ والقيم التي تساعده بعد ذلك علي مواجهة حياته بمفرده .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *