قصة المزارع طيب القلب وجزائه

0

في إحدى القرى كان هناك مزارعا يكسب قوت يومه ببحثه عن عمل مختلف بكل يوم، كان بكل يوم في الصباح الباكر بعد أدائه لصلاة الفجر يبحث عن عمل ليستطيع من خلاله تأمين قوتا لأطفاله الصغار، فقد كان لديه ستة أبناء أربعة أولاد وابنتين صغيرتين، كان يعيش في سعادة هانئة مع أبنائه، ولا ينغص عليه طيب عيشه إلا شكوى زوجته المتكررة يوميا.

أبدا لم تحمد الله الزوجة على ما يرزق زوجها به، كانت دائمة التذمر على نوعية الطعام والشراب، وزوجها كان رحب الصدر يقبل تذمرها دوما بابتسامة عريضة، بل ويسمعها أفضل الكلام أيضا، لكن أبنائه كانوا جميعهم متفهمين الأمر ويساعدونه في أمر والدتهم.

وبيوم من الأيام خرج الوالد إلى عمله، وبعدما أنهى عمله وقبل أن يقوم بشراء الطعام وجد عجوزا قد تعثرت قدميها في إحدى الطرقات، هم المزارع طيب القلب لمساعدتها ولكنها لم تستطع المشي ولا خطوة واحدة على قدمها المتضررة، أخذها إلى أقرب طبيب ليطمئن عليها، لقد أنفق الرجل كل ما معه من نقود، وقد اشترى للعجوز الدواء أيضا، دعت له العجوز أن يكافئه الله سبحانه وتعالى على طيبة قلبه معها وعلى حسن معاملته لها أيضا.

عاد المزارع لمنزله وهو يعلم جيدا كيف ستكافئه زوجته على عدم إحضاره للطعام، وأول ما عاد بالفعل سألته عن سبب تأخره وعن مبرره لعدم إحضار الطعام لهم، قص الرجل ما حدث معه، ولكنها لم ترحمه.

كان الرجل على يقين وثقة تامة بجزاء خالقه، وفي اليوم التالي على الفور وقبل أن يذهب لعمله في الصباح الباكر، طرق أحد الأثرياء على باب منزله، يبتغي أن يلحق به قبل ذهابه للعمل، راد الرجل الثري منه الاهتمام بحقوله حيث أنه سمع عن سيرته الطيبة وحسن خلقه مع كافة الخلق، كما أنه خصص له مرتبا شهريا يفوق ما يرزقه الله به كل يوم بمراحل كثيرة.

حمد المزارع خالقه كثيرا، وقال سبحانك ربي وبحمدك، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ولا أجمل من إحسان الله سبحانه وتعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *