كان هناك مزارع يعيش في قرية صغيرة ، كانت هذه القرية معروفة بانها مليئة بالاراضي الصالحة للزراعة و لذلك كان اغلب سكانها يعملون في الزراعة و بيع المحاصيل الزراعية للمدينة المجاورة او القرى المجاورة ، كان يعيش في هذه القرية مزارع معروف عنه انه مزارع كسول ، كان لا يهتم كثيرا بالارض التي يزرعها ، و كان يكره العمل كثيرا فالجميع يراه يعمل ساعة و يرتاح ساعتين.

في يوم من الايام بينما كان هذا المزارع يستريح تحت ظل شجرة رأى مطاردة مشوقة بين ارنب و ثعلب صغير ، ظل الارنب يركض محاولا الهرب من ذلك الثعلب ، وبعد عدة دقائق اصطدم الارنب بشجر كبيرة و مات فورا ، استغل المزارع الكسول ذلك وذهب الى الارنب واخذه قبل ان يصل اليه الثعلب الصغير ، بعدها عاد المزارع الى المنزل وكان سعيدا لانه احظر معه العشاء.

 

قام المزارع بسلخ ذلك الارنب وقام بتحضير وجبة العشاء الشهية و بعد تناول الطعام ذهب المزارع الى الفراش وهو يقول : كم اتمنى ان يحدث ما حدث اليوم غدا و بعد غد ففي هذه اللحظة لن اضطر الى العمل بالزراعة ابدا ، ونام المزارع وغط في نوم عميق وظل يحلم بهذا الارنب الذي تناوله ويتخيل ان يحدث ذلك كل يوم له ، استيقظ المزارع في الصباح وبدلا من الذهاب لكي يعمل في ارضه اتجه الى السوق.

كان المزارع يريد ان يبيع جلد الارنب ويحصد بعض الاموال التي ستكفيه ليوم او يومين حتى لا يضطر الى العمل خلال هذه المدة ويستريح في المنزل ، مر اليومين ونفذت النقود فقرر حينها المزارع الكسول ان يذهب الى تلك الشجرة التي ارتطم بها الارنب منتظرا ان يأتي ارنب آخر و يرتطم بالشجرة فيحصل عليه و بالتالي لن يضطر المزارع للعمل ، مرت الايام ولم يحدث اي شيء.

 

كان المزارع يبدأ يومه و ينهيه بنفس الطريقة وهي الاستلقاء بجوار الشجرة منتظرا ارتطام الارنب بها ، خلال تلك الفترة كانت الارض الزراعية قد اصابها من الضرر الكثير بسبب اهمال ذلك المزارع وبدأت المحاصيل التي بها تذبل و تفسد بسبب عدم روايتها بصورة مستمرة ، بمرور الوقت لاحظ المزارع عدم وجود اي شيء قابل للاكل من المحاصيل الزراعية فقد فسدت جميعا.

 

حزن المزارع كثيرا وادرك انه على خطأ وان عليه القيام بالكثير من الاعمال حتى تعود ارضه صالحة للزراعة مرة اخرى ، قرر المزارع ان يتخلى عن كسله وبدأ في العمل بجد و اجتهاد ، فقد بدأ في ازالة تلك المحاصيل الفاسدة حتى لا تلوث التربة ، و  قام بزراعة العديد من المحاصيل الطازجة ، وازدهرت ارضه و اصبح يبيع الكثير من المحاصيل ،  ولم يعد الى عادة الكسل و الاسترخاء مرة اخرى.

العبرة من القصة

 

اياك ابدا ان تضيّع وقتك في انتظار الفرص الجيدة حتى تأتي الى باب بيتك و تطرق عليك بل بادر انت واعمل على تحسين حياتك ، و اياك ان تثق في الحظ مهما حدث فالحظ قد يقف الى جانبك مرة و لكن بالتكيد لن يقف معك في كل مرة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *