قصة مهرجان الموت

 اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
 لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
 استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

 

كانت بلدة “سان ماركو” هادئة كعادتها في هذا الوقت من العام. تحيط بها الجبال من كل جانب، وتغمرها ألوان المهرجان التقليدي الذي يقام كل عام منذ أكثر من نصف قرن. كانت الأعلام المعلقة ترفرف، والموسيقى تعلو من كل زاوية، والعائلات تستعد للاحتفال. كانت تلك الأيام تمثل ذروة الفرح لأهالي البلدة الصغيرة.

لكن في تلك الليلة، سيتحول الفرح إلى كابوس.

عند غروب الشمس، وبينما كانت الألعاب النارية تضيء السماء، توقفت فجأة أصوات الموسيقى والضحك. حل الصمت على البلدة، مثل لحظة تجمد فيها الزمن. اقتحم البلدة مجموعة من المسلحين المقنعين، يرتدون ملابس سوداء، ووجوههم مغطاة بأقنعة تثير الرعب. كانوا ينتمون إلى عصابة إجرامية خطيرة بقيادة رجل يدعى “ماكسيموس”، وهو مجرم معروف بقسوته وساديته.

أخذ المسلحون البلدة تحت سيطرتهم في غضون دقائق. لم يكن هناك مقاومة تُذكر، حيث أن البلدة لا تمتلك قوات أمنية كافية للتصدي لهم. احتجزوا الأهالي في ساحة البلدة، وبدأ ماكسيموس يتجول بينهم بخطواته الثقيلة، وعينيه الجليديتين تمسحان الوجوه.

“اسمعوا جيدًا!” قال بصوت عالٍ، بينما كانت يده تضغط على جهاز مكبر الصوت. “هذه البلدة الآن تحت سيطرتي. كل من يحاول المقاومة أو الهرب سيواجه عواقب وخيمة.”

كان الرعب يخيم على الجميع. النساء والأطفال كانوا يحتضنون بعضهم، بينما وقف الرجال في حالة من العجز التام. لم يكن هناك سبيل للمقاومة. لم يكن أحد يتوقع ما سيحدث بعد ذلك.

لكنه لم يكن يعلم أن بين الرهائن رجلًا واحدًا كان يستعد لقلب كل شيء رأسًا على عقب.

“جاكوب” كان جنديًا سابقًا في القوات الخاصة، تقاعد منذ سنوات بعد مسيرة طويلة مليئة بالمهام السرية. اختار هذه البلدة الصغيرة للهروب من ماضيه القاتم، حيث كان يعيش حياة بسيطة بعيدًا عن الفوضى والدمار. كان يعمل كعامل بناء ويعيش مع ابنته الصغيرة “إيما”، التي كانت كل ما تبقى له بعد وفاة زوجته.

في اللحظة التي رأى فيها جاكوب وجوه المسلحين، عاد كل شيء إلى ذاكرته. الحرب. الدم. القتل. كان يعرف تمامًا نوع الرجال الذين يتعامل معهم، وكان يعلم أن الأمور ستتجه نحو الأسوأ.

ابتعد جاكوب بهدوء عن ساحة البلدة، متخفيًا بين الظلال. كان يعرف البلدة ككف يده، كل زقاق وكل زاوية. بدأ في التخطيط لما يجب أن يفعله. لم يكن لديه سلاح، لكن مهاراته وخبراته كانت أكثر من كافية. لم يكن جاكوب يسعى لإنقاذ نفسه فقط؛ كان يسعى لإنقاذ ابنته وكل من في البلدة.

كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، حينما بدأ جاكوب تنفيذ خطته. بدأ أولًا بتحديد عدد المسلحين ومواقعهم. تسلل بصمت عبر الحقول المحيطة بالبلدة، مستفيدًا من الظلام والظلال. لم يكن لديه وقت للتردد. في عقله، كل خطوة كانت محسوبة.

اقترب من أحد المسلحين الذي كان يحرس مدخلًا خلفيًا، وانقض عليه بسرعة البرق، وقبل أن يتمكن من إطلاق أي صوت، كان جاكوب قد أحكم قبضته على عنقه، وأسقطه أرضًا مغشيًا عليه. حصل جاكوب على سلاحه وأخذ جهاز الاتصال الخاص به. لم يكن بحاجة إلى أكثر من ذلك.

بدأ يتحرك بسرعة ودقة. كانت كل خطوة محسوبة بعناية. انتقل بين المسلحين، وأسقطهم واحدًا تلو الآخر. لم يكن يقتلهم، بل كان يشل حركتهم. كان جاكوب يعرف أنه إذا اكتشفت العصابة ما يحدث قبل الأوان، قد يتسببون في مذبحة بين الرهائن. لذا كان هدفه هو القضاء عليهم بهدوء ودون إثارة الشك.

لكن في لحظة ما، ارتكب أحد أفراد العصابة خطأً فادحًا. بينما كان جاكوب يقترب من نقطة التفتيش الرئيسية، رأى أحد الحراس جثة زميله. دوت طلقات نارية في الهواء، واستنفرت العصابة. عمت الفوضى البلدة، وبدأ المسلحون يبحثون عن العدو الغامض الذي كان يهاجمهم من الظلال.

في تلك اللحظة، اتخذ جاكوب قرارًا حاسمًا. كان عليه أن ينهي الأمر بسرعة قبل أن يكتشفوا أنه بينهم. ركض باتجاه الساحة، حيث كان ماكسيموس يقف وسط الرهائن. سمع جاكوب صوت ابنته بين الجموع. كانت تصرخ، وعيونها تبحث عنه. لم يكن يستطيع التراجع الآن.

واجه جاكوب ماكسيموس في وسط الساحة، وتبادل الاثنان نظرات مليئة بالتحدي. “من أنت؟” سأل ماكسيموس وهو يشد على سلاحه.

ابتسم جاكوب وقال بصوت هادئ: “أنا الرجل الذي سينهي ليلتك الطويلة هذه.”

انطلقت الطلقات من كل مكان، لكن جاكوب كان أسرع وأكثر ذكاءً. بدأ في تفادي الرصاص واستغلال الفوضى بين المسلحين، وقام بإطلاق النار بدقة متناهية، مصيبًا كل هدف بدقة قاتلة. المسلحون كانوا يسقطون واحدًا تلو الآخر.

وفي النهاية، وجد نفسه واقفًا وجهًا لوجه مع ماكسيموس. كانت المواجهة النهائية لا مفر منها. تبادل الاثنان ضربات شرسة، وكان من الواضح أن ماكسيموس لم يكن مجرد قائد عصابة بل كان محاربًا عنيدًا. لكن خبرة جاكوب ومهاراته كانت تتفوق على قوة ماكسيموس.

بعد معركة طويلة ومرهقة، تمكن جاكوب من إسقاط ماكسيموس، وأمسك به من ياقة قميصه. “هذا من أجل كل ما فعلته لهذه البلدة ولأهاليها.”

أسدل الستار على هذا الكابوس، وعادت البلدة إلى حياتها الهادئة مرة أخرى. جاكوب احتضن ابنته وسط دموع الفرح. كان يعلم أن الماضي الذي هرب منه قد عاد، لكن هذه المرة، قرر أنه لن يختبئ بعد الآن.

 

النهاية

 

انتهت القصة نتمنى انكم استمتعتم بقراءة القصة لا تنسى المشاركة ليستمتع غيرك.
ادارة موقع قصص

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content