قصة بشرى وتعلم الإسعافات الأولية
بشرى: “لماذا تأبى أن تترك الألعاب الإلكترونية وتذهب معي لتلقي دروس الإسعافات الأولية؟!”
عمر: “سأذهب معكِ ولكن ليس اليوم”!
بشرى: “أتعلم لقد ضاق صدري من التسويفات خاصتك، كل درس تخبرني نفس الجملة، ألا تمل من تكرارها يا عمر؟!”
عمر: “اذهبي بمفردكِ فلن أذهب معكِ، هل ارتحتِ الآن؟!”
بشرى: “الصدق دائما يريح يا عمر، عموما أنت لك كامل الحرية في اختياراتك، ولكن لا تلوم عليها غير نفسك”!
وما إن رحلت شقيقته حتى قال بينه وبين نفسه: “يا لكِ من لحوحة يا بشرى!، كل ما أفعله معكِ لتفهمي شيئا واحدا أنني لا أريد الالتحاق بهذه الدروس الساذجة وأنتِ مصرة على اصطحابي معكِ، لقد سئمت من إصراركِ هذا على شيء غير مهم بالمرة”.
ذهبت بشرى لدروسها، وعندما عادت كان “عمر” قد ترك مقعده واللعب وذهب للمطبخ ليحضر شيئا ليأكله ويصبر به نفسه ريثما تعود والدته…
عمر وقد حرق يده بالنار: “ويحي.. ليتني لم أحاول من الأساس، إن يدي تحرقني”.
وفي نفس اللحظة سمعته “بشرى” فركضت تجاهه، وقد أسرعت بالتقاط الكرسي، ووضعته قريبا من صنبور المياه بالمطبخ..
بشرى: “عليك أن تضع يدك تحت المياه الباردة مدة لا تقل عن 20 دقيقة”.
وبالفعل فعل “عمر” ما نصحته به، أسرعت لحقيبة الإسعافات الأولية خاصتها وأخرجت منها مرهما خاصا بالحروق، وبعد المدة المذكورة من الوقت ضمدت بشري لأخيها جرحه، فشعر “عمر” بكثير من التحسن والراحة..
عمر: “لا أعلم كيف أشكركِ على كل ما فعلته معي، ولكن من أين لكِ كل هذه المعلومات والتي ساعدتني بها؟!”
بشرى: “لقد تعلمتها بدروس الإسعافات الأولية والتي نصحتك بها مرارا وتكرارا يا عمر!”
عمر: “أعتذر بشدة عما فعلت”.
بشرى: “ولكن ما كان ينبغي عليك أن تدخل المطبخ وتستخدم النيران بمفردك ووالدتنا ليست هنا، كنت اكتفيت بأكل شيء لا يحتاج للنار من الأساس”
عمر: “لقد كنت جائعا، ولكني تعلمت درسين مهمين اليوم، أولهما أن أنتظر والدتي حين عودتها وألا أكرر خطأي مجددا؛ والثاني أن أذهب معكِ كل درس من دروس الإسعافات الأولية وألا أتخلف عنها مجددا”.