قصة التاجر وأولاده وعاقبة الطمع ج2

0
Screenshot_366

ونستكمل معكم اليوم باقي قصة التاجر وأولاده ، ومنا فعله الإخوه في أخيهم الطيب ولكنه كيف تصرف معهم بأخلاقه الكريمة ، لنعرف أن الله عز وجل لا ينسى أحد وتلك الدنيا كما تدين فيها تدان ، والله على كل شيء قدير ، واستكمل معكم في موقع قصص قصة التاجر وأولاده ج2 وعاقية الطمع .

دخل الأخ المنزل فوجد أخوته يأكلون ، لم يضايقهم ولم يقل لهم شيء محرج واعتذروا منه على ما فعلاه له من ظلم بين ، فرد عليهما قائلا : لا عليكما  يا أخوتي ، و أرجوا من الله ان يصلح من حالكما، فقالا: بارك الله فيك يا يزيد، ثم أخبر و الدته ان تهتم بأخويه و أن تكرمهما و لا تبخل بشيء عنهما و أخبرهم انهما يستطيعان البقاء عنده فهو يري كيف أصبح حالهما، كان يذهب يزيد في الصباح الباكر كل يوم و يرجع بصيده ثم يقسمه عليهم، و  فقال: اريدك أن تربطني بهذا الحبل و تلقي بي في الماء ثم تنتظرني لساعة إن خرجت يداي فالقي بشبكتك و إسحبني و إنفي يوما من الأيام حين كان يرمي بشبكته كالعاده في مياه البحر اقبل عليه رجلا مغربي يبدو عليه الثراء من ملابسه ، و كان يركب حمارا، فألقي السلام عليه و قال: اريد منك ان تساعدني في امر يا أخي بالله عليك ، فرد عليه يزيدى : أي امر؟، خرجت رجلي اكون ميتا و عندئذ خذ الحمار الي السوق و اعطه لرجل يدعي شميعة سيعطيك مئه دينار فخذها حلال عليك  .

فقال جودر بالله عليك عافني من هذا العمل الذي فيه الهلاك ،  فقال له الرجل المغربي يا صديقي انك بهذا تؤدي خدمه كبيره  لي ، كما انني ابحث عن شيء ارجو ان تقبل  ، وتؤدي هذه الخدمه لي بالله عليك ،  وافق جودر على طلب المغربي ، وكتفه بالحبل ورماه في البركه  كما طلب ، واخيرا قام فقال المغربي له ، ارمني في البركه لا تخف ، دفعه جودر بالبركة مرة واحدة  فغطس  فيها ، وقف جودر انتظر ساعه من الزمن  ، وإذا بالمغربي خرجت رجله ، فعلم إنه قد مات فأخذ البغله وتركه  ، وراح إلى سوق التجار  ، فرأى  اليهودي جالسا على كرسي في باب المحل ، فلما رأى البغلة قال اليهودي ، إن الرجل هلك وما هلك إلا بسبب الطمع وأخذ منه البغله واعطاه مئه دينار ، واخذ منه عهد بكتم السر  ، أخذ  الدنانير وذهب للسوق واخد ما يحتاج اليه من العيش والخبز  ، وقال للخباز خذ هذا الدينار فاخذه  ، وقال له  هذا تحت الحساب وسوف وأخذ منه  عيش يومين ،  وبعد ذلك ذهب  الى الجزار واعطاه دينارا اخر ،  واخذ اللحمه وقال له خلي عندك بقية الدينار تحت الحساب ، واخذ الخضر وذهب للمنزل وكان اخوته يطلبون من امهم شيء ياكلونه  ، وهي تقول لهم اصبروا  حتى يأتي اخوكم ،  فما عندي شيء دخل عليهما  جودر ، وقال لهم خذوا  وكلوا .

وأعطى أمه باقى الذهب وقال خذي يا أمي ، وإذا جاء أحد من أخوتي جائعون ، في غيابي اذهبي واشتري لهم ما يحتاجون اليه من الطعام  في غيابي ، وبات  الليله ولما أصبح أخذ الشبكه وراح إلى بركه قارون  ، ووقف وأراد أن يطرح الشبكه واذا بمغربي اخر اقبل  وهو راكب بغله ، و مهيئا أكثر من الذي مات ومعه خرج وحقان في الخرج،  وفي كل عين من هما حقق ، فقال المغربي ،  سلام عليك يا جودر ، فقال عليكم السلام يا سيدي ،  فقال هل جاءك بالأمس المغربي  ، وكان يركب بغلة مثل هذه البغله  ، فخاف  أن يقول له بأنه غرق في البركه  ، فيقولون بأنه من أغرقة .

فقال له يا مسكين هذا أخي وسبقني ، قال ما معنى هذا ،  قال : ألم تكتفه ورميته في البركه ، فقال انت تعرف فماذا تريد مني فقال له الرجل ،  أريد أن تفعل معي مثل ما فعلت مع أخي ، وإن خرجت يدايا من  الشبكه ،  اسحبني  وإن خرجت رجلي  أكون ميتا وخذ أنت البغلة ،  واعطيها إلى اليهودي ، وخذ 100 دينار  ،  واخرج له حبل من حرير ،  وقال له كتفني وارميني ، وإن مت خذ البغلة  الى اليهودي ،  وخذ منه مئه دينار  ، فقال تقدم  وكتفه دفعه ، ووقع في البركه وانتظر ساعه ،  فطلعت رجل  الرجل ، فقال مات في داهيه ان شاء الله ،  كل يوم يجئ لي المغاربه وانا اكتفهم ويموتون واخذ أنا مئة دينار ،  ثم انه اخذ البغله وذهب للتاجر اليهودي ،  قال له مات الاخر قال له هذا جزاء الطماعين و ، اخذ البغله منه واعطاه 100 دينار ، فاخذها وتوجه الى امه فاعطاها ايها فقالت له من اين لك هذا ، فاخبرها فقالت له لا بقيت تروح الى بركه قارون ، فاني اخاف عليك من المغاربه فقال لها يا امي انا لا ارميهم  إلا برضاهم .

فهي مهمه سهلة واجني منها 100 دينار ، وارجع سريعا والله لا اتوقف  عن ذهابي الى بركه قارون حتى ينقطع اثر المغاربه  ، ولا يبقى منهم أحد ،  ثم إنه في اليوم الثالث وعند البحيرة  واذا بالمغربي راكب بغاة ، ومعه خرج ولكنه أكثر من الأول في الثراء ، وقال السلام عليكم يا جودر يا ابن عمر فقال في نفسه من أين كلهم يعرفونني ، ثم رد عليه السلام  ، فقال هل مر على هذا المكان مغاربة ،  قال له اثنين كتفتهم ورميتهم في البركه ، ولقد غرقا والعاقبه لك أنت ، هل اعمل معك ما عملت معهما ، فقال الرجل نعم يا جودر ، واخرج الحبل الحرير  وكتفه ودفعه في البركه ، ووقف ينتظر المغربي وهنا  اخرج  الرجل يديه ، وقال له ارمي الشبك  يا جودر ، القى جودر الشبكة ، وجذبها بسرعة  ، وزخرج الرجل وهو قابض في يدية على سمكتين لونهم أحمر مثل المرجان ، في كل يد سمكه  ، وقال له افتح الحقين  بسرعة يا جودر بارك الله فيك ، فتح الحق ووضع في كل حق سمكة وبعدها احتضن جودر وقبله ،  ذات اليمين وذات الشمال بفرح .

 

وقاله الله ينجيك من كل شده والله  ، لولا إنك رميت علي الشبكه كنت غرقت تحت الماء وانا قابض على هاتين السمكتين ، وغطست في الماء حتى اموت  ، ولا أقدر أن أخرج من الماء ، فقال له يا سيدي  بالله عليك ان تخبرني قصة البركة وغرق الاخرين وتلك السمكتين ، وبشان اليهودي في السوق الذي يعطيني 100 دينار ،  فقال المغربي يا جودر اعلم أن الذين غرقوا  أولا إخواتي أحدهما إسمه عبد السلام والثاني إسمه عبد الأحد وأنا اسمي عبد الصمد ، واليهودي اخونا و اسمه عبد الرحيم  ، وما هو يهودي  ، وانما هو مسلم له ملة ومذهب ، وكان والدنا  علمنا حل الرموز وفتح الكنوز والسحر ، وصرنا نعالج ويخدمنا مردة الجن والعفاريت،  ونحن اربعه اخوه والدنا اسمه عبد الودود ومات ابونا ، وخلف لنا شيئا كثيرا ، لقد قسمنا الاموال والأرصاد حتى وصلنا الى الكتب في  مكتبة أبي رحمة الله ، فوقع بيننا اختلاف كبير في كتاب إسمه أساطير الأولين ليس له مثيل ولا يقدر له عليه كبير ، ولا يعادل بظواهره أحد ،  لانه مذكور فيه سائر الكنوز ،  و حل كل الرموز وكان ابونا يعمل به ، و نحن نحفظ منه شيء قليل  ، وكل منا طمع على ما في الكتاب من اسرار وكنوز لتحضير وتسخير الجان والعفاريت .

ونستكمل قصة التاجر وأولاده وعاقبة الطمع في الجزء الثالث

مع تحياتي

إلى اللقاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Skip to content