في يوم من الايام كان هناك قرية فقيرة قريبة من أحد الجبال البعيدة ، وكانت هناك اسرة كبيرة مكونة من الاب والأم وخمسة أطفال ، وكان أكبر الأولاد زلدان أحدها اسمه أيمن والأخر اسمه أكرم ، كان الشقيقان الكبيران يساعدان الأب في العمل وفي تقطيع الأشجار من إحدى الغابات القريبة ، وفي أحد الأيام منع ملك الدولة أن يقترب أحد من تلك الغابة ويقطع أي شجرة وغصن ، وبهذا القرار لم يجد الأب عملا ليطعم اطفاله الصغار ، فإن أقترب من الغابة سوف يتعرض للمسائلة القانونية ، فوقف الأب عاجز لا يدري ماذا يعمل ، بحث عن عمل ولكنه لم يجد أي عمل ، ليسد يه جوع أطفاله وزوجته ، وحاول في أكثر من مهنه فلم يفلح ولم يجد ، وفي النهاية قرر الرحيل والبعد عن القرية الصغيرة  ، فجمع صغاره وقال لهم

يا أولاد سوف  اذهب الى المدينة الكبيرة ،  فهناك استطيع ان شاء الله أن أجد عملا واكسب مالا يكفينا.)) سمع الحديث أكرم وأيمن، وهما اكبر الاولاد سنا، فذهبا الى والدهم وقالا له:((نرجوك ان تأخذنا معك إلى المدينة الكبيرة، فإننا نشيطان وقادران، ونسطيع ان نعمل معك ونساعدك.))  ، شعر الاب بسعادة لهذة الروح الطيبة، فقال لهما :((يجب أن يبقى احدكما لراعيه الاسره يا صغاري .))  ، كل من ايمن وأكرم يرغب في مرافقة الاب إلى المدينة والذهاب معه ،والاب حائر.. من منهما يختار يا ترى ؟

 

وحتى لا يغضب الاب ايا من الولدين، احضر ورقتين، وكتب على أحدهما كلمة ((لا))، وعلى الاخرى كلمة ((نعم))، وطواهما ، وضع الاب الورقتين في قبعته، وطلب من ولديه ان يختار كل منهما ورقة، ويقبل النتيجة راضيا.، سحب ايمن ورقه، وكانت عليها كلمة ((لا)) فشعر بشئ من الحزن لانه لن يشترك في الرحلة ، ولكن رعاية الاسره مسئوليه يجب أن يقبلها برضا،  كانت سعادة أكرم بادية عليه، فسوف يقوم برحلة طولية لأول مرة..

 

رحلة فيها متعة وأمل وعمل جديد وناس جديدة ، شعر السيد امين بحزن ايمن، فربت على كتفه بحنان، واوصاه ان يحسن رعاية والدته واخوته الصغار في أثناء غيابه ، اتجه إلى أكرم وطلب منه أن يضع بعض الملابس اللازمة لهما في حقيبة صغيرة، وأن ينام مبكرا لانهما سوف يرحلان في الفجر. عند الشروق الشمس ، خرج السيد امين وأكرم في طريقهما إلى المدينة ،  ووقف الجميع يلوحون لهما مودعين، وداعين لهما بالتوفيق والخير الكبير .

 

سار الاب وابنه بين الجبال، متجهين إلى الطريق الواسع ، وهما يتسليان بالحديث قال امين:((تمر هنا سيارات كثيرة وعربات نقل محملة بالبضائع،وقد نسطيع ان نتوقف احداها.)) ، نظر أكرم إلى حيث أشار والده، فراى سيارات كثيرة، وعربات نقل كبيرة تسير بسرعة،  كانت لا تزال امامهما مسافة طويلة حتى يصلا إلى الطريق، حيث يمكنهما ان يحاولوا ركوب إحدى السيارات المتجهة إلى المدينة. ،لذلك قررا ان يقطعا المسافة الباقية جريا، حتى يصلا إلى الطريق قبل أن تشتد حرارة الشمس. لما وصلا إلى الطريق، وضعا حقيبتيهما على الأرض، ووقفا ينتظران قدوم سيارة او عربة نقل يقبل سائقها اصطحابهما ، بعد دقائق ظهرت عربة نقل زرقاء تتجه نحوهما، فقررا ان يلوحا لها، لعلها تتوقف لهما. راهما السائق، ولكنه كان يسير بسرعة كبيرة، فلم يتمكن من إيقاف سيارته. بعد قليل بدت من بعيد عربة نقل حمراء كبيرة. ، حملا حقيبتيهما ووقفا مستعدين، ولوح الاب بيده عاليا. وقفت أمامها العربة الحمراء الكبيرة، وجرى المسافران إلى بابها ليتحدثا إلى السائق، ويرجواه ان يسمح لهما بالركوب معه بالسيارة ليكملا رحلتهما بحثا عن الرزق والعمل ، فهل ستقبل العربية نقلهما يا ترى وماذا ينتظرها بداخل السيارة ، هذا ما سوف نتعرف عليه في الجزء الثاني من القصة فلم تنتهي بعد .

 

انتظروا الجزء الثاني

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *