كان ياماكان بقديم الزمان … كان هناك طفل صغير اسمه صالح يعيش مع أمه بمفردهما في المدينة .
كانت أم صالح سيدة مريضة في فراشها ، وهما فقراء فليس معهما مايكفيهما حاصة أن الأم مريضة والطفل صالح صغير .
فكّر صالح إنه يتجه لحاكم المدينة يطلب المساعدة ؛ لكن للأسف الحاكم ظالم ولايساعد الفقراء .
لذلك لم يجد الصبي صالح غير أن يعمل أي عمل ليحصل على مال ليأتي لأمه بالطعام والعلاج .

لكن ماذا يعمل هذا الصغير ؟!

فكّر  صالح أن يعمل حمّالًا في أسواق المدينة ، فصالح ليس لديه بالمنزل أي ميراث تركه والده يعتمد عليه في العيش
إلا فانوس رمضان ، وهو فانوس ورثه والده عن أجداده فظلّ يتوارث جيلًا بعد جيل .

ففانوس صالح من قديم الزمن وشكله مميز في التصميم والألوان فكانت شهرته في المدينة كبيرة لجمال وتميز تصميم الفانوس.
ففانوس صالح يعطي ضوءًا أحمر وأخضر وأصفر في نفس الوقت ؛ لذا كان الأطفال يغارون كثيرا من صالح لهذا الفانوس العجيب .

في كل رمضان يأخذ صالح فانوسه ويذهب للسوق ليلًا ، ويتسوّق لأمه بعض الخبز والطعام
بالمال الذي جمعه من عمله بالنهار .
وذات يوم من أيام رمضان وهو عائد من السوق بفانوسه ومعه الطعام لأمه المريضة ، وجد سائلة طلبت منه رغيف من الخبز
لتأكله ؛ فقام صالح على الفور وأعطاها الرغيف الذي اشتراه ؛ فنعلم أن المال الذي يحصل عليه صالح في اليوم ضئيل لايكفي أن يأتي بطعام كثير يكفيه وأمه ،
لكنه لم يتردد لحظة في أن يعطي السيدة الفقيرة .
وعندما عاد لأمه اعتذر لها وأبلغها بماصار في يومه .

الأم : مايهمك ياصالح نأكل اليوم من غير خبز فالحمد لله الذي أعطانا وكفانا ورزقنا وتلك المرأة الفقيرة ،
فهناك الكثير الذين لايجدون لاطعامًا ولاخبزًا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *