كانت ليلة عادية في شهر نوفمبر عام 2023. وكان أحمد يجلس في غرفته ويتصفح هاتفه المحمول بلا هدف. كان يشعر بالملل والضجر من حياته الروتينية. لم يكن لديه أصدقاء حقيقيون أو هوايات ممتعة. كان يحلم بالمغامرة والإثارة والتغيير.

فجأة، سمع صوتاً غريباً يأتي من خزانة ملابسه. كأنه صفير أو صرير. تحرك بفضول نحو الخزانة وفتحها. فوجئ بما رآه. كان هناك جهاز غريب الشكل مثبت على الجدار الداخلي للخزانة. كان مصنوعاً من المعدن والأسلاك والأزرار والمؤشرات. كان يشع بضوء أزرق ويصدر أصواتاً متقطعة.

أحمد لم يكن يعرف ما هو هذا الجهاز أو من أين جاء. لم يكن قد رآه من قبل في حياته. شعر بالفضول والخوف في نفس الوقت. قرر أن يستكشف الجهاز أكثر. لمس بإصبعه أحد الأزرار الملونة.

لم يحدث شيء. ضغط على زر آخر. سمع صوتاً عالياً يقول: “تحذير: هذا الجهاز هو آلة زمنية. إذا ضغطت على الزر الأخضر، ستنتقل إلى المستقبل بمقدار 100 عام.

إذا ضغطت على الزر الأحمر، ستعود إلى الماضي بمقدار 100 عام. إذا ضغطت على الزر الأصفر، ستعود إلى الزمن الحالي. هل أنت مستعد للسفر عبر الزمن؟”

لم يصدق أحمد ما سمعه. هل كان هذا حقيقة أم حلم؟ هل كان هذا جهاز علمي أم خدعة؟ هل كان هذا فرصة للمغامرة أم خطر على حياته؟ لم يكن لديه وقت كافٍ للتفكير.

شعر بإغراء قوي لضغط الزر الأخضر والذهاب إلى المستقبل. ربما يجد هناك شيئاً مثيراً أو مدهشاً أو مفيداً. ربما يجد حلاً لمشاكله أو سببا لحياته. أو ربما يجد شيئاً أسوأ من ذلك. لم يهتم. كان مستعداً للمخاطرة. ضغط على الزر الأخضر بسرعة.

في لحظة، شعر بدوار شديد ورؤية مشوشة. كأنه يسقط في حفرة عميقة. ثم اختفى كل شيء. عندما استعاد وعيه، وجد نفسه في مكان غريب جداً. كان واقفاً في شارع واسع مليء بالناس والسيارات والمباني.

لكن كل شيء كان مختلفاً عما يعرفه. الناس كانوا يرتدون ملابس غريبة ويحملون أجهزة ذكية صغيرة في أيديهم. السيارات كانت تطير في الهواء بدون عجلات أو سائقين. المباني كانت عالية جداً ومضيئة بألوان متعددة. كان هناك شاشات عملاقة تعرض إعلانات وأخبار وبرامج.

أحمد لم يستطع تصديق عينيه. هل هذا هو المستقبل؟ هل هذا هو العالم بعد 100 عام؟ شعر بالدهشة والفضول والخوف في نفس الوقت.

أين هو بالضبط؟ ماذا يجب أن يفعل؟ هل يستطيع العودة إلى زمانه؟ بحث في جيبه عن الجهاز الزمني. لم يجده. فقده عندما سافر عبر الزمن. دخل في حالة من الذعر. كيف سيعود إلى حياته الطبيعية؟

بدأ يتجول في الشارع بحثاً عن مساعدة. لكن لم يجد أحداً يتحدث لغته أو يفهمه. كانت اللغة المستخدمة في المستقبل مختلفة تماماً عن لغته.

كانت مزيجاً من الإنجليزية والصينية والعربية والروسية والإسبانية وغيرها من اللغات. كانت تستخدم رموزاً وأحرفاً غير مألوفة. أحمد شعر بالضياع والوحدة.

فجأة، سمع صوتاً يناديه من خلفه: “أهلاً، أنت جديد هنا؟” التفت ورأى رجلاً طويل القامة يرتدي نظارات ذكية وسترة جلدية سوداء. كان يبتسم بود. “أنا أسامة، من المغرب. أنت من أي بلد؟

أحمد شعر بقشعريرة في جسده. كيف عرف اسمه؟ هل يعرفه من قبل؟ هل هو صديق أو عدو؟ أجاب بحذر: “أنا أحمد، من مصر. نعم، أنا جديد هنا. ماذا تريد مني؟

أسامة ضحك بصوت عال. “لا تخف، يا صديقي. لا أريد منك شيئاً. أنا فقط أريد مساعدتك. أنا أعرف أنك قادم من الماضي. أنا أعرف أنك فقدت جهازك الزمني. وأنا أعرف كيف تستطيع العودة إلى زمانك.”

أحمد صدم من كلامه. كيف عرف كل هذه المعلومات عنه؟ هل كان يتابعه أو يراقبه؟ هل كان يعمل لصالح شخص ما؟ سأله بتوتر: “كيف عرفت كل هذا؟ من أنت بالضبط؟

اقترب منه أسامة وهمس في أذنه: “أنا مثلك. أنا سافرت عبر الزمن من الماضي. ولكن ليس من نفس زمانك. أنا قادم من عام 2021.

وأنا لست وحيدي. هناك العديد من السفراء عبر الزمن في هذا العالم. نحن نعمل سويًا لإنجاز مهمة خطيرة وهامة.”

أحمد لم يستطع تصديق ما يسمعه. هل كان هذا حقيقة أو خيال؟ هل كان هذا رجل صادق أو كاذب؟ هل كان هذا فرصة للانضمام إلى مغامرة أكبر أو خطر على حياته؟

لم يكن لديه وقت كافٍ للتفكير. شعر بإغراء قوي لمعرفة المزيد عن مهمة السفراء عبر الزمن ودوره فيها. سأله بفضول: “ما هي مهمتكم؟ ولماذا تحتاجون إلى سفراء عبر الزمن؟

أسامة نظر حوله بحذر. ثم قال: “تعال معي إلى مكان آمن. سأشرح لك كل شيء. لكن عليك أن تثق بي وتتبع تعليماتي. فالوقت يضيق والخطر يزداد. هل أنت مستعد للانضمام إلى فريق السفراء عبر الزمن؟

أحمد شعر بالحيرة والتشويق والشجاعة. لم يكن يعرف ما ينتظره في المستقبل. لكنه كان مستعداً للمخاطرة. قرر أن يثق بأسامة ويتبعه.

ربما يجد هناك شيئاً مثيراً أو مدهشاً أو مفيداً. ربما يجد حلاً لمشاكله أو سبباً لحياته. أو ربما يجد شيئاً أسوأ من ذلك. لم يهتم. كان مستعداً للمغامرة. قال بصوت متحمس: “نعم، أنا مستعد. أخبرني، ما هي مهمتكم؟

أسامة ابتسم بفرح. ثم أخذ بيده وقاده إلى سيارة طائرة متوقفة بالقرب منهم. فتح الباب ودعاه إلى الدخول.

ثم قال: “مهمتنا هي إنقاذ العالم من الانهيار. نحن نحارب ضد منظمة شريرة تسمى الزعيم. هذه المنظمة تستخدم آلات زمنية سرية للتلاعب بالتاريخ والمستقبل. هدفها هو خلق عالم جديد تحت سيطرتها الكاملة.

نحن نسافر عبر الزمن لإيقاف خططها وإصلاح الأضرار التي تسببت بها. نحن نحارب من أجل الحرية والعدالة والسلام.”

أحمد لم يستطع تصديق ما يسمعه. هل كان هذا فيلم خيال علمي أو واقع؟ هل كان هذا جهاد نبيل أو جنون؟ هل كان هذا دوره في المستقبل؟

سأله بدهشة: “ولكن كيف تستطيعون سفر عبر الزمن؟ وكيف تعرفون عن خطط المنظمة الشريرة؟ وكيف تصلحون التاريخ والمستقبل؟

أسامة قال: “لا تقلق، سأشرح لك كل شيء في المقر السري للسفراء عبر الزمن. هناك ستجد جوابات على كل أسئلتك. وستجد أيضاً أصدقاء جدد وزملاء قدامى.

فأنت لست الوحيد الذي سافر عبر الزمن من زمانك. هناك آخرون مثلك، من مصر وغيرها من البلاد. نحن جميعاً نشكل فريقاً واحداً، متحدين بغاية واحدة.”

أحمد شعر بالفضول والإثارة أكثر من ذي قبل. من هؤلاء الآخرون الذين سافروا عبر الزمن من زمانه؟ ما هي قصصهم ومهاراتهم وشخصياتهم؟

كيف سيتعامل معهم ويتعاون معهم؟ ما هي المهام التي سيقومون بها سويًا؟ ما هي المخاطر التي سيواجهونها سويًا؟ ما هي الأسرار التي سيكتشفونها سويًا؟

أسامة اطلق السيارة الطائرة وقال: “هيا بنا، لا تضيع الوقت. نحن على بعد دقائق من المقر السري. هناك ستبدأ حقًا مغامرتك في المستقبل. هناك ستعرف حقًا من أنت ولماذا أنت هنا. هناك ستجد حقًا معنى لحياتك.”

أحمد ربط حزام الأمان وقال: “حسنًا، لنذهب إذًا. أنا مستعد لكل شيء. أنا مستعد للسفر عبر الزمن.

وهكذا انطلقت السيارة الطائرة في الهواء، تاركة وراءها شارع المستقبل المزدحم بالحياة. وتوجهت نحو مكان مجهول، حاملة معها رجلين من الماضي، متحدين بغربة وغامض ومصير.

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *