قصة خطة إلهاء
يوم ذهب حكيم القرية إلي رجل فقير وأراد أن يهديه كل ما يمتلك من مال كنوع من المساعدة ،لأن الحكيم كان يشعر بدنو نهايته ،لكن الرجل الفقير كان عفيف النفس حقا فقد رفض أخذ مال العجوز فهو راض برزق الله له ولا يطمع في المزيد .
أعجب الحكيم بتصرف الرجل الفقير وبعزة نفسه وأراد أن يكافئه علي هذا ،فعرض عليه أن الحكيم أن يخفي ماله كله خلف جدار يبنيه الراجل الفقير له ويجعل به بابا له نفس شكل الجدار، كي لأ يراه أحد بسهوله وكي يستطيع الرجل الفقير أن يعبر منه للمال ،وأن ينادي في القرية ويقول أن حكيم القرية يخفي ماله خلف هذا الجدار ،ومن يستطيع أن يهدمه بمفرده ويعبر للمال خلفه ،فهو يستحق المال ،أما من لم يستطع فلا يستحقه ،علي أن تنتهي المهلة للمحاولات في خلال شهر .
وطلب الحكيم أيضا من الرجل الفقير أن يضع معدات هدم ثقيلة بجوار الجدار كي توحي لمن يأتي راغبا في المال من القرية أن الجدار ثقيل بحق ولا سبيل لهدمه إلا بالمحاولة الشاقة ،وأيضا كلي يلهيهم عن البحث أو ملاحظة الباب .
فأذا استطاع أحد أن يهدم الجدار بمفرده رغم رؤية الصعوبات والمجهود المبذول ،فهو يملك هزيمة وإصرار عظيمين وأذا لاحظ أحد الباب رغم محاولة الإلهاء فهو قوي الملاحظة وذكي ،وفي الحالتين فهو شخص يستحق المال بحق ،أما إذا فشل الجميع في هدم الجدار أو أيجاد الباب ،فهذا يعني أن لا أحد يستحق المال سوي الرجل الفقير ،فقد ساعد الحكيم في بناء الجدار وساعده في خطته بدون مقابل ،وأيضا هو يملك نفس عزيزه تأبي العطف عليها .
وبالفعل بعد مرور شهر ،كان الحكيم يأتي خلاله كل يوم إلي الرجل الفقير ويخبره أن فلان وفلان حاولا اليوم وفشلا ،وبإنتهاء الشهر كان جميع سكان القرية الذين أتوا راغبين في المال فشلوا في الحصول عليه ،لذا ذهب الحكيم إلي الرجل الفقير واهداه المال فهو أحق شخص به.
والحقيقة التي أخفاها الحكيم علي الرجل الفقير ،هي أنه لم يحاول أحد من القرية هدم الجدار أو إيجاد الباب ،لأن الحكيم بعد ما نادي الرجل الفقير في الفقيرة بدعوة عدم الجدار ،ذهب الحكيم إلي القرية وأخبرهم أن الرجل الفقير يهذي وأنه لم يترك ماله خلف أي جدار ، وكان يذهب كل يوم إلي الرجل الفقير يخبره بفشل فلان وفلان في الحصول علي المال كي لا يشك به الرجل الفقير .
أراد الحكيم مساعدة الرجل الفقير بحق وكان يري أنه أحق شخص بهذا المال ،فقهو قنوع وراض بما قسمه الله له وكذلك لديه عزة نفس عظيمة ،لذا احبه الحكيم وأراد مكافأته دون أن يجرح مشاعره.