اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
 لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
 استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

في حي متداعٍ يتوسد الظلام، كان هناك منزل قديم مرمم بطريقة بدائية. قصة الجدار الذاكراتي قديمة قدم الزمن نفسه، لكن لم يكن أحد ليصدقها حتى أدركتها عائلة “سليم” ذات مساء عاصف.

كان المنزل الذي ورثوه عن قريب لم يعرفوه سوى من خلال رسائل قديمة مليئة بالأسى والغموض. قرروا الانتقال إليه، آمّلين في بدء حياة جديدة، لكن سرعان ما اكتشفوا الجدار الغامض في الطابق العلوي. كان الجدار متقادمًا، مغطيًا بطبقة من الغبار وكأن الزمن نفسه قد نسيه، لكن من يقترب منه يشعر بشيء غريب، كأنها لمسة باردة غير مرئية.

سليم ، الأب، كان يعاني من خيبة أمل عميقة نتيجة حادث مروري راح ضحيته صديقه المفضل. في كل مرة يقترب فيها من الجدار، تبدأ ذكرياته تتجسد أمامه. يراها تتكرر بتفاصيلها المروعة، صرخات صديقه ومشهد السيارة المتدحرجة يتكرر بلا نهاية. كل يوم كان يتجدد له الشعور بالذنب وكأن السيارة لم تتوقف عن الحركة، وكأن الصدمة لم تنتهِ، وكان يقضي ساعاته يتخيل نفسه يعيد التجربة، لكن دون فائدة.

أما فاطمة، الأم، فقد حملت جرحًا عميقًا بعد وفاة والديها في حادث مفاجئ. الجدار لم يرحمها، بل أعاد إليها ذكريات تلك اللحظات المأساوية بشكل بشع. في كل مرة تقترب من الجدار، تظهر صور والديها الراحلين، لكن ليس كما كانت تتذكرهم. كانت رؤاهم محاطة بشبحية قاتمة، يتحدثون بلغة خالية من الرحمة، يلومونها على فقدانهم ويعيدون لها كل لحظة ألم ومراوغة. صرخات الحزن والأسى كانت تعود إليها، وتغمرها بطريقة جعلتها تشعر وكأنها عادت لتعيش تلك اللحظات بشكل متكرر لا ينتهي.

يوسف، الابن المراهق، كان يشهد تجسدًا لمخاوفه القديمة. مع كل نظرة إلى الجدار، يظهر زملاؤه في المدرسة على هيئة كائنات ساخرين، يواجهونه بكل مرارات التنمر، ويعيدون إهانته بشكل مروع. كل كلمة قاسية كان يسمعها تتحول إلى وحش يطارده، يجره إلى عالم مليء بالظلام والذل.

سارة، الابنة الصغيرة، كانت هي الأكثر براءة والأقل استعدادًا لمواجهة ما يخبئه الجدار. كان الجدار يعرض لها صورًا مخيفة لطفولتها، مخلوقات أسطورية تخرج من الظلام وتطاردها، غير قادرة على الفرار من وحوش طفولتها التي أصبحت أكثر شراسة في كل ليلة.

كل فرد من العائلة كان يشعر بالاختناق، وكأن الجدار يجذبهم إلى أسوأ أسوأ مخاوفهم. وحين بدأت الأمور تزداد سوءًا، أدركوا أنهم محاصرون في دوامة من الألم المستمر، وكان عليهم مواجهة هذه الذكريات بأسوأ طريقة ممكنة.

ومع كل محاولة لمواجهة ماضيهم، أصبح الجدار أكثر جشعًا في إظهار الأسى. في النهاية، لم تنجح أي محاولة في تغيير مصيرهم، فقد تحولت ذكرياتهم إلى كوابيس تلتهم كل لحظة من حياتهم. أصبح كل واحد منهم أسيرًا لماضيه، وأصبح المنزل مجرد سجن دائم حيث لا يمكن الهروب من الذكريات المدمرة.

وبعد مرور الوقت، لم يبقَ شيء سوى صدى الأنين داخل جدران المنزل، حيث توقفت الحياة عن الحركة، وتحولت الذكريات إلى وحوش غير مرئية تلتهم كل شيء، ولا يوجد مفر من المأساة التي أصبحت جزءًا من وجودهم الأبدي.

 

النهاية

 

انتهت القصة نتمنى انكم استمتعتم بقراءة القصة لا تنسى المشاركة ليستمتع غيرك.
ادارة موقع قصص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *