قصة المطاردة الحامية ج2

0

علي لم يكن لديه وقت للاستراحة أو الاحتفال بنجاته. كان يعلم أن المخابرات لن تتخلى عنه بسهولة وأنه يجب عليه أن يجد مكانا آمنا حيث يمكنه الاتصال بحلفائه وإخبارهم بما حدث. لحسن الحظ، كان قد أخذ معه حقيبة ظهر من المخزن في السجن وفيها بعض المؤن والماء وجهاز إرسال صغير.

علي بدأ بالسير في الصحراء باتجاه الشمال حيث كان يعتقد أن هناك قرية صغيرة تبعد حوالي عشرة كيلومترات. كان يأمل أن يجد فيها سيارة أو دراجة نارية أو حتى حمارا يمكنه استخدامه للابتعاد عن المنطقة. ولكنه كان يحتاط من أي شخص قد يكون متعاونا مع المخابرات أو قد يبلغ عنه.

في طريقه، سمع علي صوت دوي انفجار قوي خلفه. نظر إلى الوراء ورأى عمود دخان أسود يتصاعد من مكان السيارة التي قفز منها. فهم علي أن المخابرات قد فجروا السيارة للتأكد من موته وأنهم قد يظنون أنه قد لقي حتفه. ولكنه كان أيضا يدرك أن هذا لن يستمر طويلا وأنهم سيكتشفون قريبا أن جثته ليست هناك.

علي سار بسرعة وحذر وحاول تجنب الطرق المفتوحة والأماكن المزدحمة. كان يشعر بألم شديد في ذراعه المصاب وبالعطش والإرهاق. لكنه لم يستسلم وظل مصمما على البقاء على قيد الحياة وإثبات براءته.

بعد ساعات طويلة من المشي، رأى علي في الأفق بعض المباني البسيطة التي تشير إلى وجود قرية. شعر بقليل من الأمل والارتياح. اقترب من القرية وبحث عن مكان يمكنه الاختباء فيه. رأى كهفا صغيرا في جانب من جبل قريب من القرية. قرر أن يدخل إليه. ربما يجد فيه حماية أو راحة.

ولكن في داخل الكهف، كان هناك رجل شاب يرتدي جلبابا أسود وطاقية سوداء. كان يحمل سلاح رشاش في يده ويحمل على ظهره حقيبة مشبوهة. عندما رأى علي، انفجر في ضحك وقال: “مرحبا بك يا ابني. هل تريد أن تنضم إلى الجهاد أو تموت؟”

علي شعر بالفزع والرعب. هل هذا الرجل إرهابي أم مجنون؟ هل يمكنه الهروب منه أم لا؟ هل يجب عليه أن يقاتله أم يستسلم له؟

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *