كان عمر عالمًا شابًا يعمل في مختبر سري لدراسة الزمن والفضاء. كان حلمه هو اختراع آلة تسافر عبر الزمن والتاريخ. كان يريد أن يشهد أحداثًا مهمة ويتعلم منها.

في إحدى الليالي، بعد سنوات من البحث والتجربة، نجح عمر في تشغيل آلته الزمنية. كانت الآلة عبارة عن كبسولة معدنية مزودة بشاشة وأزرار وأجهزة استشعار. كانت الآلة قادرة على نقل عمر إلى أي زمان ومكان يختاره.

“أخيرًا، حققت حلمي.” قال عمر بفرح.

“أين سأذهب أولًا؟”

فتح عمر شاشة الآلة وبدأ بالبحث عن وجهة. كان هناك العديد من الخيارات: العصور القديمة، العصور الوسطى، العصور الحديثة، المستقبل…كان عمر مشوشًا.

“أنا أريد أن أرى شيئًا مدهشًا وغير متوقع.” قال عمر.

“ربما أذهب إلى المستقبل. ربما أرى كيف سيكون العالم بعد مئات أو آلاف السنين.”

قرر عمر أن يذهب إلى المستقبل. ضبط شاشة الآلة على تاريخ بعيد: 1 يناير 3000. ضغط على زر التشغيل.

“هيا بنا. لنرى ما يخبئه لنا المستقبل.” قال عمر.

فجأة، اهتزت الكبسولة بقوة. اضاءت شاشة الآلة بألوان زاهية. سمع عمر صوتًا آليًا يقول:

“جاري التحضير للسفر عبر الزمن. احتفظ بالهدوء ولا تخف. ستصل إلى وجهتك في ثوان.”

“أنا مستعد.” قال عمر.

وبهذه الكلمات، اختفت الكبسولة من المختبر، مخترقة حواجز الزمن والفضاء.


بعد دقائق قليلة، ظهرت الكبسولة في مكان آخر. كان هذا المكان هو المستقبل: 1 يناير 3000.

فتح عمر باب الكبسولة وخرج منها. نظر حوله بفضول ودهشة.

“أين أنا؟” قال عمر.

كان عمر في مدينة ضخمة وحديثة. كانت المدينة مليئة بالأبراج والطائرات والروبوتات. كانت المدينة تضيء بالأضواء والإشارات والشاشات. كان صوت المدينة صخبًا وضجيجًا.

“هذه هي المدينة في المستقبل؟” قال عمر.

“إنها رائعة وجميلة.”

ولكن، قبل أن يستطيع عمر أن يستكشف المدينة، سمع صوتًا آخر. كان صوت إنذار مدويًا.

“إنذار! إنذار! تم اكتشاف جسم غير معروف في المجال الجوي. تحذير! تحذير! قد يكون جسم خطير. احذروا! احذروا!”

“جسم غير معروف؟” قال عمر  بتعجب.

“جسم غير معروف؟” قال عمر بتعجب.

“ماذا يقصدون؟”

نظر عمر إلى السماء، ورأى طائرة حربية تحلق فوق رأسه. كانت الطائرة تحمل علامة الحكومة.

“هل هي تبحث عني؟” قال عمر.

“هل هي تعتقد أنني جسم خطير أو معاد؟”

في لحظة، أطلقت الطائرة صاروخًا نحو الكبسولة. كان الصاروخ يصدر صفيرًا ويترك ذيلًا من اللهب.

“لا!” صرخ عمر.

“علي أن أهرب!”

عمر ركض نحو الكبسولة، محاولًا الدخول إليها. ولكن، كان فوات الأوان. اصاب الصاروخ الكبسولة، محدثًا انفجارًا هائلاً. تطايرت شظايا المعدن والزجاج في كل اتجاه. سقط عمر على الأرض، مصابًا بجروح خطيرة.

“أوه…أوه…” قال عمر بصعوبة.

“ماذا حدث؟”

“أين آلتي؟”

“كيف سأعود؟”

عمر حاول أن ينهض، لكنه لم يستطع. كان دمه يتدفق من جسده. كان يشعر بالألم والخوف.

“أنا…أنا…أنا…” قال عمر بضعف.

ولكن، قبل أن يستطيع أن يكمل جملته، سمع صوتًا آخر. كان صوت رجل غريب. كان رجل يرتدي زيًا أزرق وفضيًا وقبعة غريبة. كان رجل يحمل بندقية ضخمة.

“هذا هو. هذا هو المسافر الزمني.” قال الرجل.

“أخيرًا، وجدته.”

“أنت…أنت…” قال عمر بارتباك.

“أنا من تبحث عنك.” قال الرجل.

“أنا من تلاحقك.”

“أنا من تقتلك.”

“أنت…أنت…أنت…” قال عمر بفزع.

ولكن، قبل أن يستطيع أن يسأل الرجل عن هويته أو دافعه، أطلق الرجل النار من بندقيته.

اخترق رصاص الرجل الغريب رأس عمر، محدثًا ثقبًا في جمجمته. سقط عمر ميتًا على الأرض، بلا حياة.

“هذا هو. هذا هو النهاية.” قال الرجل الغريب.

“لقد أنهيت مهمتي.”

“لقد أنقذت المستقبل.”

الرجل الغريب نظر إلى جثة عمر، وابتسم بسخرية. ثم، أخرج من جيبه جهازًا صغيرًا. كان الجهاز عبارة عن ساعة ذكية مزودة بشاشة وأزرار.

“الآن، حان وقت العودة.” قال الرجل الغريب.

“حان وقت العودة إلى زماني.”

الرجل الغريب ضغط على زر في ساعته. فجأة، اختفى من المكان، مخترقًا حواجز الزمن والفضاء.


بعد دقائق قليلة، ظهر الرجل الغريب في مكان آخر. كان هذا المكان هو المستقبل: 1 يناير 3000.

ولكن، لم يكن هذا المستقبل نفسه الذي رأه عمر. كان هذا المستقبل مختلفًا تمامًا.

كان هذا المستقبل مدينة سعيدة ومزدهرة. كانت المدينة مليئة بالحدائق والنافورات والفنون. كانت المدينة تضيء بالألوان والإبداع والسلام. كان صوت المدينة هادئًا وموسيقيًا.

“أهلا بك في المستقبل.” قال صوت آلي في سماعة الرجل الغريب.

“أهلا بك في عام 3000.”

“أهلا بك في عالم جديد.”

“أهلا بك في عالم عمر.”

“عالم عمر؟” قال الرجل الغريب بحيرة.

“ماذا يعني ذلك؟”

“عالم عمر هو اسم المدينة التي تعيش فيها.” قال الصوت الآلي.

“هذه المدينة هي نتيجة أعمال عمر، العالم العظيم.”

“عمر، العالم العظيم؟” قال الرجل الغريب بصدمة.

“نعم. عمر هو أحد أبرز علماء التاريخ. هو من اخترع آلة الزمن وسافر إلى المستقبل. هو من درس المستقبل وأحضر منه تكنولوجيات وحضارات رائعة. هو من أسس هذه المدينة وجعلها مثالًا للتقدم والسعادة.”

“لا…لا…لا…” قال الرجل الغريب برعب.

“هذا مستحيل. هذا خطأ. هذا كذب.”

“لماذا تقول ذلك؟” قال الصوت الآلي.

“لأنني…لأنني…” قال الرجل الغريب بتوتر.

“لأنني قتلت عمر. لأنني أرسلت له آلة زمنية مزورة. لأنني تتبعته وأطلقت عليه النار. لأنني أوقفته من تحقيق حلمه.”

“أنت قتلت عمر؟” قال الصوت الآلي بدهشة.

“لماذا فعلت ذلك؟”

“لأنني كنت أخاف منه. لأنني كنت أحسده. لأنني كنت أكرهه.” قال الرجل الغريب بغضب.

“كان عمر زميلي في المختبر. كان دائمًا أفضل مني. كان دائمًا يحصل على المديح والجوائز والشهرة. كان دائمًا يسخر مني ويحط من قدري. كان دائمًا يعطل مشاريعي ويسرق أفكاري.”

“كان عمر عدوي. كان عمر هدفي. كان عمر ضحيتي.”

“ولكن، لم تقتل عمر.” قال الصوت الآلي ببرودة.

“لم توقف عمر من تحقيق حلمه.”

“بل على العكس. ساعدت عمر في تحقيق حلمه.”

“كيف؟” قال الرجل الغريب بارتباك.

“بسببك، سافر عمر إلى المستقبل. بسببك، رأى عمر المدينة التي أسسها. بسببك، اكتشف عمر أنه أصبح بطلا وعالمًا عظيمًا.”

“بسببك، عاد عمر إلى الماضي. بسببك، استخدم عمر آلة الزمن لجلب التكنولوجيات والحضارات من المستقبل. بسببك، أسس عمر هذه المدينة وجعلها مثالًا للتقدم والسعادة.”

“بسببك، حقق عمر حلمه.”

“لا…لا…لا…” قال الرجل الغريب بصدمة.

“هذا مستحيل. هذا خطأ. هذا كذب.”

“لا، هذه حقيقة.” قال الصوت الآلي بثقة.

“وهذه نهاية قصتك.”

“ولكن، ماذا سأفعل؟” قال الرجل الغريب بذعر.

“ليس لدي آلة زمن. ليس لدي مكان. ليس لدي مستقبل.”

“لا تقلق. سأساعدك.” قال الصوت الآلي بسخرية.

“سأساعدك على مقابلة عمر.”

“مقابلة عمر؟” قال الرجل الغريب بفزع.

“نعم. عمر هو هنا. عمر ينتظرك.” قال الصوت الآلي.

“أين هو؟” قال الرجل الغريب بارتباك.

“انظر خلفك.” قال الصوت الآلي.

الرجل الغريب التفت خلفه، ورأى شخصًا آخر. كان هذا الشخص هو عمر. كان عمر حيًا وسليمًا. كان عمر يبتسم بسعادة.

“أهلا بك في المستقبل.” قال عمر.

“أهلا بك في عالمي.”

“أنت…أنت…” قال الرجل الغريب بصدمة.

“أنا عمر. أنا المسافر الزمني.” قال عمر.

“كيف…كيف…كيف…” قال الرجل الغريب بتوتر.

“كيف نجوت من الموت؟ كيف عدت إلى الماضي؟ كيف أسست هذه المدينة؟”

“هذه قصة طويلة.” قال عمر.

“ولكن، لا وقت لشرحها الآن.”

“ولكن، لدي سؤال واحد لك.”

“لماذا فعلت ذلك؟”

“لماذا حاولت قتلي؟”

“لأنني…لأنني…” قال الرجل الغريب بخوف.

“لا تهتم. أعرف إجابتك.” قال عمر.

“أنت فعلت ذلك لأنك كنت تخاف مني. لأنك كنت تحسدني. لأنك كنت تكرهني.”

“ولكن، أنا لا أخاف منك. ولا أحسدك. ولا أكرهك.”

“بل أشفق عليك.”

“أشفق على حقارتك وضعفك وجهلك.”

“ولذلك، سأعطيك فرصة أخيرة.”

“فرصة أخيرة؟” قال الرجل الغريب بترقب.

“ما هي؟”

“سأعطيك خيارًا. خيارًا بين الحياة والموت.” قال عمر.

“ما هو؟” قال الرجل الغريب بفضول.

“إما أن تعيش في هذا المستقبل، في هذه المدينة، في هذا العالم. وتتعلم منه وتستفيد منه وتساهم فيه. وتحترمني وتحبني وتشكرني.”

“أو أن تموت هنا والآن، بيدي. وتختفي من التاريخ والذاكرة. وتلعنني وتبغضني وتندم على ما فعلته.”

“هذا هو خيارك. الحياة أو الموت.”

“فماذا تختار؟”

الرجل الغريب نظر إلى عمر، ثم إلى المدينة، ثم إلى نفسه. كان محتارًا ومشوشًا.

“أنا…أنا…أنا…” قال الرجل الغريب بتردد.

ولكن، قبل أن يستطيع أن يقول كلمة أخيرة، سمع صوتًا آخر. كان صوت إطلاق نار. نظر الرجل الغريب إلى صدره، ورأى دمًا يخرج منه. سقط على الأرض، ميتًا.

“أنت…أنت…أنت…” قال عمر بدهشة.

“أنت من قتله؟”

“نعم.” قال صوت آخر.

“أنا من قتله.”

من انت؟ قال عمر
انا الرجل الغريب اتيت الى المستقبل لأحميك مني !

انا كنت احسدك لكن اردت ان احميك مني.

فجأة اختفى الرجل الغريب واصاب عمر بالذعر.

اخذ عمر الكبسولة ورجع الى زمنه ولكنه تفاجئ عند اختفاء زميله في المختبر  ( الرجل الغريب )
استمر عمر حياته مخبياً الشئ الذي راه.

النهاية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *