قصة العطف على المساكين
كانت الجدة سعاد تجلس في غرفتها تقرأ في كتابها ، عندما نادت الأم على أولادها ليساعداها في تنظيم الملابس ، فلقد حل فصل الشتاء واذدادت برودة الجو ، ولم تعد ملابس الصيف مناسه للخروج في هذا الجو البارد ، كان مروان وفريدة يضحكان على الملابس الصغيرة ، بينما يرتديان الملابس التي صغرت عليهم ويخرجان للجدة سعاد وهم يضحكان ، فلقد ضاقت عليهم ولم تعد تناسبهم
ضحكت الجدة سعاد والأم وقالت الجدة : لقد كبرتما كثيرا يا أحفادي ، بارك الله فيكما ، قال مروان نعم يا جدتي ولم تعد تلك الملابس تناسبنا على الأطلاق ، قالت الجدة : ولكنها تناسب شخص أخر ، فردت فريدة : ما رأيك يا جدتي لو تبرعنا بها لمن يحتاج ، فقالت الجدة سعاد : احسنت يا فريدة ، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ” خير الناس أنفعهم للناس “
قامت الأم بغسل الملابس جيدا ، وقام مرون وفريدة بكيها وتعطيرها ووضعها في أكياس نظيفة فبدت وكأنها جديدة تماما ، ثم خرجا مع والديهما لتوزيعها على من يستحق ، وفي الطريق رأوا رجلا كفيفا يحاول أن يعبر الطريق ، فأسرع الأب لمساعدته ، ثم عاد قائلا : خير الناس انفعهم للناس .
وبينما هم امام المنزل رأوا جارتهم الجدة نو صديقة الجدة سعاد تحمل أكياس خضروات وفاكهة كثيرة ، فاسرع مروان وفريدة بحمل الأكياس عنها حتى أوصلاها إلى شقتها ، ثم توجها لأبيهما وقالا : خير الناس أنفعهم للناس .
وفي المساء اجتمعت الأسرة على المائدة وبينما هم يأكلون بحثت الجدة سعاد عن نظارتها فلم تجدها ، فسألت الجميع عن نظارتها فذهبت فريدة ومروان يبحثان عنها ، وعندما وجداها نظرا إلى بعضهما البعض وهم يبتسمان ويقولان ” خير الناس أنفعهم للناس ” ، فحقا ، خير الناس أنفعهم للناس ، ومن يساعد الناس على قضاء حوائجهم يساعده الله عز وجل ويفرج أمره .