قصة العازف الصغير
توجه ازول إلى مدرسته في أحد الأيام فقامت معلمة البيانو في المدرسة بمناداته وأخبرته بأن هناك حفلة كبيرة سيقوم هو بعزف البيانو بها، ولكن كان لها تعليق غريب أصاب ازول بالحيرة فقد قالت له بأنه ماهر في استخدام اصابعه على البيانو إلا أن عزفه مازال يفتقد عنصرًا مهمًا حتى يحقق النجاح الذي يطمح ويسعى إليه، فاستغرب ازول وهو يسألها كيف فأنتي تقولين بأني اجيد استخدام أصابعي بشكل جيد واعزف بشكل جيد فما الذي افتقده سيدتي.
ردت المعلمة على ازول بمعلومة مهمة وهو تميل على أذنه كما لو كانت تخبره بسر خطير ولم تفارقها الابتسامة ( يا عزيز ازول إن عزف الموسيقى يبدأ دائمًا من القلب لا الأصابع )، وبعدها قامت كالعادة بتقديم أحد الملصقات إليه وكان ملصق لفراشة بديعة.
أخذ ازول الملصق وخرج متوجهًا إلى منزله ويشغله كلام المعلمة ويحاول أن يصل إلى فهم صحيح له وهو يخاطب نفسه ( أنا ارى أصابعي وأستطيع التحكم بها ولكن قلبي لا أراه فكيف اتحكم به ).
وصل ازول إلى المنزل ولكن ليس كعادته فقد أرهقه التفكير كثيرًا حتى أنه نام دون أن يتدرب تدريب المساء المعتاد على العزف على البيانو وكان يحمل ملصق الفراشة الذي سقط منه وأخذه أحد السناجب وهو نائم، وعندما استيقظ في الصباح ظل يبحث ويبحث عن الملصق ولم يجده مما أصابه بالاضطراب والقلق، حتى أنه عندما جلس إلى البيانو يحاول التدرب فقد قدرته على التحكم في اصابعه بشكل جيد فكان عزفه سئ ولكن لا مفر امامه فاستعد وتوجه إلى القاعة وتوجه إلى البيانو في منتصف المسرح وجلس أمامه وفي محاولة منه لتصفية ذهنه واستشعار قلبه اغمض عينيه وفي ظل الهدوء في القاعة وصل إلى اذنيه هذا الحفيف والذي لم يكن إلا صوت ضربات جناح فراشة حطت على كتفه فبدأ يسترخي بشكل كبير وعزف كما لو كان قلبه يخاطب تلك الفراشة ولغته كانت تلك الجمل الموسيقية التي قامت اصابعه بعزفها لترجمة ما يجيش به قلبه.