قصة الطمع يقل ما جمع
في واحدة من المزارع الكبيرة الموجودة بأحد القرى الصغيرة، عمل أحد الفلاحين في زراعة حبوب القمح في أرض يمتلكها، وكان يقوم بتخزينها بعد عملية حصادها في مخزن كبير أنشأه لحفظ حبوب القمح، لحين بيعها لمن يشتريها من الناس.
ويوما ما رأى فأر من الفئران عندما كان يسير بين الأراضي والحقول، المزرعة الكبيرة والمنزل الذي يوجد بداخل المزرعة، والتي تحتوي أيضا على مخزن كبير لتخزين حبوب القمح.
فكر الفأر الصغير كثيرا وطويلا لكي يجد طريقة لكي يدخل المخزن الذي خزن فيه حبوب القمح التي يعشقها جدا، فيأكل الفأر الصغير القليل من القمح، وبهذا يتمتع بنكهة القمح الشهية اللذيذة، ويقيم الفأر الصغير بصورة دائمة ومستمرة بالمخزن الكبير والمتسع والمليء بأطنان من القمح الذهبي.
ولما وصل الفأر الصغير لفكرة مذهلة للوصول للقمح بسهولة ويسر، بدأ الفأر الصغير بعملية الحفر في ممر شديد العمق، لكي يصل بهذا للمخزن الكبير الذي يحتوي على القمح.
وبعد وقت طويل تعب خلاله الفأر الصغير من الحفر الطويل والمرهق، ولم يبقى للفأر الصغير سوى جزء صغير ويصل للقمح اللذيذ الشهي الذي يتمناه منذ بدأ عملية الحفر، سمع الفأر الصغير صوت تبين فيما بعد أنه صوت قط صادر من المخزن.
فكان أصحاب المخزن والمزرعة يملكون قط كبير الحجم لكي يمنع عن القمح ضرر الفئران، فتوقف الفأر بعد أن سمع صوت القط، ليفكر مليا في حل سريع وعاجل يصل به للقمح اللذيذ، دون أن يصبح ضحية سهلة للقط ووجبة شهية له، وأثناء تفكيره العميق سقط على أنفه بعض حبات القمح الشهي، فبحث الفأر الصغير عن مصدر القمح المتساقط فوقه، فوجد شق بالمخزن تتساقط منه بعض حبات القمح القليلة الكمية من كيس من أكياس حفظ القمح، ففرح الفأر بحبات القمح التي وصلت له دون جهد أو عمل.
ومرت الأيام والفأر الصغير يتمتع ويتغذى بشكل يومي على حبات القمح المتساقطة من المخزن، وزادت شهية الفأر كثيرا، كما زاد وزنه من كثرة أكل القمح، فأصبح يتمنى جدا الحصول على المزيد من القمح الشديد اللذة، لذلك قام الفأر بقضم أرضية المخزن الخشبية وقضم كيس القمح أيضا، وبهذا زادت حبوب القمح المتساقط من المخزن، وبدأ الفأر يقضم ويقضم الخشب الموجود فوقه في أرض المخزن، لكي يحصل على كمية أكبر من القمح.
وظل الحال هكذا حتى أتى يوم تعب الفأر قليلا من عملية قضم أرضية المخزن الخشبية وكيس القمح، فأغمض عينيه لثواني معدودة، ثم فتح الفأر عينيه ليصعق عندما رأى القط الكبير يحدق به عن قرب، فقد نزل القط من الحفرة التي حفرها الفأر بنفسه، وأمسك القط بالفأر وأخيرا أدرك الفار قبل أن يموت أن الطمع أوصله لضياع ما جمعه من حبوب القمح وسبب في ضياع حياته.