قصة الشاب الصالح و تاجر المخدرات

0

تدور احداث هذه القصة في مدينة صغيرة ، حيث كان هناك شاب صالح يحب دائما فعل الخير ، كان هذا الشاب معروفا في حياته بالتقوى و كان الجميع يحبه ، فهو لا يتخلف عن صلاة الجماعة ابدا كما انه كان حافظا لكتاب الله و لذلك كان هذا الشاب يلقى التقدير و الاحترام من الجميع في حيه و كانت اسرته فخورة به جدا ، وفي يوم من الايام سمع هذا الشاب من شقيقه الاصغر ان هناك بعض الشبان في الحي يتعاطون المخدرات.

 

قرر هذا الشاب ان يحاول اصلاح ما افسده الشيطان فقام بالبحث عن هؤلاء الشباب و كان عددهم كبير ، ظل هذا الشاب يحاول ابعادهم عن الطريق الخطئ و ينصحهم بترك ادمان المخدرات من خلال شرح مخاطرها وما تفعله في الجسم ، بالاضافة الى انه كان يذكرهم بالله عز وجل وانهم بذلك يخالفون تعاليم الدين الحنيف و سوف يغضب الله منهم بسبب ما يفعلونه في انفسهم و في اجسادهم.

بعد عدة ايام امتنع هؤلاء الشبان عن تعاطي المخدرات واصبحوا اصدقاء مقربين لهذا الشاب الصالح ، والاعظم من ذلك ان هؤلاء الشباب بدأوا في التردد على المسجد واداء الصلوات في موعدها حتى صلاة الفجر ، ما قام به هذا الشاب الطيب لم يعجب تاجر المخدرات الذي بالطبع خسر الكثير من الاموال بسبب توبة شباب الحي على يد الشاب الصالح ، اخذ تاجر المخدرات يفكر كيف ينتقم من هذا الشاب الصالح.

في النهاية قرر تاجر المخدرات ان يقوم بوضع مخدرات في حقيبة ذلك الشاب الصالح ومن ثم اخبار الشرطة حتى يتم التحقيق معه و ادخاله الى السجن ، بالفعل بدأ تاجر المخدرات يراقب ذلك الشاب الصالح فاكتشف انه يحمل معه حقيبة ، هذه الحقيبة كان الشاب الصالح يضع بها مصحف و مجموعة من الاذكار بالاضافة الى عطر ، و كان الشاب يتركها بجوار باب المسجد من الداخل ويأخذها بعد الانتهاء من الصلاة.

 

قام تاجر المخدرات بالاتصال بالشرطة وابلاغهم بان هناك من يبيع المخدرات امام المسجد بعد صلاة العصر ، بعدها تظاهر ذلك التاجر بانه يريد الدخول الى المسجد ليصلي و لكنه بحث عن حقيبة ذلك الشاب الصالح و وضع بها المخدرات ، بعد انتهاء صلاة العصر بدأ الجميع ينصرف من المسجد وحمل الشاب حقيبته وخرج ، بعد خروج الشاب الصلح من المسجد وجد الشرطة بانتظاره.

 

اخذ الظابط الحقيبة من الشاب الصالح و فتحها فوجد بها المخدرات ، حينها نظر الشاب الصالح الى تاجر المخدرات وقال : حسبي الله و نعم الوكيل ، تأكد بان الله لن يسامحك و سوف ترى ، قال تاجر المخدرات : انك بالتأكيد شاب مجنون ، تم الحكم على الشاب الصالح بالسجن لمدة عامين ، كان الشاب الصالح في السجن يدعو الله عز او جل ان يخرجه من محنته وان ينتقم من ذلك الرجل الذي لا يريد سوى هدم عقول الشباب.

 

قرر الشبان مساعدة صديقهم الذي سُجن ظلما ، فقاموا بابلاغ الشرطة انهم على استعداد لتسليم تاجر المخدرات الذي قام بوضع المخدرات في حقيبة صديقهم ، وافق رجال الشرطة على هذا المطلب واعطوا للشبان فرصة ان يثبتوا براءة صديقهم ، تظاهر احد الشبان انه عاد مرة اخرى الى تعاطي المخدرات و قام بالاتصال بتاجر المخدرات واتفقا على موقع معين للالتقاء ، بالفعل اثناء اخذ الاموال من الشاب و اعطائه المخدرات حدثت المفاجأة.

 

فجأة ظهرت من بعيد سيارة الشرطة ليفر تاجر المخدرات وهو يركض ، ركب تاجر المخدرات سيارته مسرعا وبدأت المطاردة ، كان تاجر المخدرات خائفا جدا فلم يتمكن من السيطرة على السيارة و ادّى ذلك الى انقلابها و قُطعت يد تاجر المخدرات في هذه الحادثة ، بعدها اعترف تاجر المخدرات بفعلته وخرج الشاب الصالح من السجن و شكر اصدقائه جدا لانهم لم يتركوه و ساعدوه على اثبات برائته.

 

العبرة من القصة

لكل ظالم نهاية فالله تعالى عادل ولا يرضى بالظلم ابدا ، فالعمل الصالح يكافئ الله عليه صاحبه احسن مكافئة و لذلك علينا جميعا ان نكون على ثقة بان الله تعالى من المستحيل ان يخذلنا في يوم من الايام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *