قصة الديك الشقي دويك
كان يا ما كان في أحد الأيام عائلة سعيدة مكونة من الأب السيد ديك، والأم السيدة دجاجة، والابن الأكبر “دويك” وإخوته الصغار الكتاكيت الصفراء؛ كانت الأم “دجاجة” بكل يوم تطلب من ابنها الأكبر “دويك” أن يهتم بإخوته الصغار أثناء انشغالها بطهي الطعام أو ترتيب المنزل، ولكنه دائما كان يصيح بوجههم وبدلا من أن يقرأ لهم قصة مفيدة كما طلبت منه والدته “دجاجة” يجري خلفهم ويريد ضربهم، ولا يحميهم من بطشهم سوى اختبائهم خلف والدتهم “دجاجة”.
وعندما يحل الصباح يطلب منه والده أن يساعده في جمع الحبوب من على الأرض، ولكنه يتكاسل في السير في الاستيقاظ ومن ثم يتكاسل في السري مع والده “الديك”، ويكون السبب في تأخر والده عن عمله، وتكون الشمس قد ارتفعت في السماء والجو صار شديد الحرارة.
وما إن يصلان ويشرعان في جمع الحبوب حتى يترك “دويك” والده ويذهب للعب مع أصدقائه أبناء السيدة “بطة” والسيد “إوزة” أيضا، كما أنه بدلا من مساعدة والده “الديك” بجمع الحبوب يجمعها مع أصدقائه دون مقابل؛ وكان عندما يعاتبه والده “الديك” على أفعاله يخبره بأنه غدا في الصباح سيساعده وسيفعل له كل ما يريد.
وبكل مرة عندما يحل المساء، يظل يلعب ويلعب وكلما طلبت منه والدته ارتداء ثياب النوم، والذهاب لسريره يخبرها بأنه سيفعل ولكن بعد قليل من الوقت، ويظل يلعب ويلعب حتى تغفو عيناه دون أن يشعر.
كانت في السابق تحمله والدته وتضعه في سريره، ولكن الآن كبر “دويك” ولم تعد والدته “دجاجة” تستطيع حمله، ولا والده “الديك”، ساعدا بعضهما البعض في حمله والذهاب به لسريره.
لقد استاءت حالة والده “الديك” منه، وحالة والدته “الدجاجة”، كانا يران أنه قد كبر وهذه التصرفات لم تعد ملائمة له بعد الآن؛ ولكنهما كلما فكرا في حل لإصلاح فشلا به فشلا ذريعا.
وبيوم من الأيام مرضت الأم “دجاجة” كثيرا، وكان لزاما على الوالد “الديك” ترك أبنائه جميعا والذهاب بزوجته المريضة لزيارة الطبيب والاطمئنان على صحتها، طلب الوالد “الديك” والوالدة “دجاجة” من ابنهما الأكبر “دويك” أن يعتني بإخوته الصغار.
دويك: “اطمئنا ولا تقلقا عليهم، سأكون في رعايتهم جميعا وسأعتني بهم حتى تعودا إلينا بخير وسلامة”.
وبالفعل اهتم بإخوته الصغار كثيرا، طهى لهم الطعام وقام بإطعامهم واحدا تلو الآخر، ومن ثم طلب منهم تغيير ملابسهم وارتداء ملابس النوم الخاصة بهم، ولكنهم راوغوه طالبين إمهالهم دقيقة أو دقيقتين وبعض من الوقت، تذكر حينها ما الذي كان يفعله تحديدا مع والدته عندما كانت تطلب منه ذلك.
أيقن حين ذلك سوء أفعاله مع والديه، تحاذق على إخوته الصغار وساعدهم في تغيير ملابسهم، وأنام كل واحد منهم في سريره، شرع في سرد قصة قبل النوم لإسعادهم ولينعموا بنوم هادئ؛ وبعدها قام من مقعده ورتب المنزل بأكمله، وغسل الأطباق، شعر بكثير من التعب والإرهاق، وللمرة الثانية شعر بكمية التعب الذي تعاني منه والدته يوميا، وأنه على الرغم من كل تعبها وإرهاقها إلا أنه بدلا من أن يخفف عنها شدة وجعها يزيدها هما فوق همها.
وبعدما أنهى كل الأعمال قام بتبديل ملابسه، وعندما عاد والده “الديك” ووالدته “الدجاجة” من عند الطبيب، وكانت حينها في صحة جيدة أفضل من السابق، سرا كلاهما كثيرا بما فعل ابنهما الأكبر، اعتذر “دويك” عن كل أفعاله السيئة مع والديه، وبدا على وجهه الندم على ما قدمت يداه، حيث أنه وأخيرا علم وأيقن أن كل ما يفعله والديه من أجله وأجل راحته وراحة إخوته الصغار أيضا.
ومنذ ذلك اليوم لا يضايق والدته ويفعل كل ما تطلبه منه يوميا، كما أنه يهتم بأمر إخوته الصغار، علاوة على كونه يساعد والده “الديك” كل صباح بجمع الحبوب، وأنه يستيقظ باكرا بل ويوقظ والده ويحثه على الذهاب قبل شروق الشمس.
سعدا الأبوان كثيرا بأن لديهما ابن جميل مثل “دويك”.
أليس ذلك صحيح يا قمر؟!
أووه، لقد نام القمر!