قصة البحر المالح
في قديم الزمان عاش أثنين من الأخوة في قرية واحدة، وكان الكبير غنيا جدا والأخر فقير جدا، وكان الغني ينفق كل ماله ببذخ وإسراف، وكان الأخر لا يجد أبدا قوت يومه وأولاده دائما جائعون ولا يرتدون أبدا ملابس لائقة.
فقرر الأخ الصغير الفقير أن يطلب المساعدة من أخيه الأكبر، لكي يشتري الطعام والملابس لأولاده، ولكن الأخ الغني رفض أن يقرض أخوه أي مال، فخرج الأخ الفقير حزينا جدا مما فعله أخوه الغني به، فلم يتصور أنه سيرفض إقراضه المال فهو يملك بحق الكثير من المال.
وفي طريق عودته لمنزله قابل رجل عجوز لا يقدر على حمل حزمة ثقيلة من قطع الخشب الكبيرة، وبعد أن ساعد الرجل العجوز، قال له الرجل العجوز لماذا أرى على وجهك الحزن يا ولدي، فقال له الأخ الفقير أنا لا أملك المال من اجل شراء الطعام والملابس لأولادي.
فقال له الرجل العجوز إذا أوصلت الأخشاب إلى منزلي سأعطيك شيئا يجعل منك رجلا غنيا، ولما وصل الرجلان لمنزل الرجل العجوز، قال الرجل العجوز للأخ الفقير أتمنى لك يا ولدي كل خير، وأعطى الأخ الفقير قطعة من الكعك حلو المذاق.
وقال له أذهب وأعبر الغابة وستجد منزل من خشب بعد 3 أشجار من نبات البرقوق، وبداخل المنزل ستجد 3 أقزام سيعرضون شراء الكعك منك، فلا تبع الكعك مقابل المال، بل بع الكعك مقابل مطحنة من خشب.
ونفذ الأخ الفقير ما قاله الرجل العجوز، ولكنه لما دخل بيت الأقزام صرخ الأقزام في وجهه، ولكنهم سكتوا لما رأوا الكعك في يده، وطلب منهم أن يعطوه المطحنة الخشبية، فقالوا له المطحنة غير عادية تلبي لك كل طالبتك ولكي تجعها تتوقف قم بتغطيتها بمفرش أحمر.
فأخذ الأخ الفقير المطحنة وعاد بها لبيته، ولما دخل لبيته وجد أولاده مرهقون من قلة الطعام والجوع الشديد، فطلب من زوجته وضع مفرش على الأرض، ووضع المطحنة على المفرش، وأدار يد المطحنة وأخذ يردد أريد الكاري يا أيتها المطحنة، وفجأة خرج الكاري من المطحنة، وغطى المطحنة بالمفرش الأحمر.
وطلب من المطحنة الأرز وكل يوم كان الأخ الفقير يطلب من المطحنة ما يشاء، ويأخذ الباقي للسوق لكي يبيعه ويكسب من ورائه، وكسب من وراء المطحنة الكثير حتى أصبح ثريا، وبنى لأسرته منزل كبير جدا، وأشترى لهم ملابس ومجوهرات ثمينة.
وقال الأخ الغني ماذا حدث مع أخي الفقير، لقد أتى منذ عدة أيام من أجل اقتراض المال، وبعد يومين يمتلك هذا البيت الكبير والفخم، لابد من وجود سر في الأمر، اختبأ الأخ في بيت أخيه دون أن يشعر أحدا به وسرق المطحنة.
وبعد السرقة سافر الأخر الكبير بأسرته ومروا بشاطئ بحر، وركبوا قارب، وفي داخل القارب جرب الرجل المطحنة، وقال لمطحنة أعطني الملح، ولكن الأخ الكبير لم يستطع إيقاف المطحنة، فملأ الملح القارب وغرق في البحر ومعه أولاده والمطحنة وما أنتجته المطحنة، وعاش الأخ الصغير حياة سعيدة مع أسرته الصغيرة.