قصة الأمنيات الثلاثة

0

عاش رجل عجوز وزوجته العجوز في منزلهما الموجود في مكان نائي بعيد عن القرية وأهلها، وكان الرجل مشهورا بين رجال القرية بأنه كسول جدا جدا، وكانت زوجته تتضايق من حال زوجها، وتشتكي كثيرا من كسله الشديد، وكانت إذا حدثته تحدثه بكلمات قاسية مرة، وتقول له أعمل، لا تتكاسل، قم هيا، وكان يقوم فعلا لكن ليأخذ منها النقود لشراء العصير فقط، فكانت زوجته تغضب وتضربه بالمكنسة لذلك، وتطرده من المنزل.

وفي كل مرة تطرده زوجته من المنزل، كان يختلق لها سببا مناسبا لكي تسمح له زوجته بالعودة للمنزل، لكن هذه المرة كانت مختلفة، فأنه لم يستطع إيجاد عذر مناسب ترضى به زوجته وتسامحه وتسمح له بالدخول للمنزل، فسار الرجل العجوز مسافة لعله يجد في تفكيره عذرا مقبولا.

وفجأة، سمع صوت فتاة تنادي، فرد على الفتاة أين أنتي يا فتاة؟، فقالت له تحت الشجر، فوجد العجوز أسفل الشجرة، عربة صغيرة الحجم تجرها أحصنة صغيرة الحجم، وكان بداخل العربة فتاة جميلة صغيرة الحجم، وقالت الفتاة للرجل العجوز أن عربتها سقطت في حفرة ولا تستطيع الخروج منها، وطلبت منه المساعدة، لكن الرجل العجوز الكسول قال لها أعذرني فأنا رجل عجوز مريض جدا لا أستطيع مساعدتك، فقالت الفتاة أن العربة صغيرة من السهل عليك رفعها بدون مشقة، فساعد الرجل العجوز الفتاة وأخرج لها العربة من الحفرة.

فشكرت الفتاة الرجل العجوز، فقالت الفتاة للرجل ، سأكافئك على ما فعلته معي، وسألته هل أنت متزوج، فرد عليها نعم متزوج، ولكن أنا وزوجتي لا نتفق مع بعضنا البعض، فقالت له أترك زوجتك وتزوجني، فرفض الرجل العجوز ذلك، وقال لها أنا وزوجتي نعيش معا منذ ما يقارب الخمسين عام، فقالت له أنها ستمنح زوجته العجوز 3 أمنيات فقط، فدهش الرجل العجوز وردد مندهشا 3 أمنيات لزوجتي العجوز، فأكدت الفتاة عليه نعم 3 أمنيات فقط، تذكر ذلك، وبعد أن انتهت الفتاة من كلامها طارت عربتها في السماء، ثم اختفت عن النظر تماما.

فعاد الرجل العجوز لزوجته العجوز وأخبرها ما حدث له وأخبرها عن الأمنيات الثلاثة، فلم تصدق زوجته كلامه، وقالت له ألا يوجد حد لكذبك وقصصك الوهمية، فقال لها زوجها أنه يقول الحقيقة، فردت الزوجة أن كلامه لا أساس له، فطلب منها أن تحاول أن تطلب أمنية واحدة فقط، لكي تتأكد من كلامه، فقالت له زوجته بغضب كنت أحضرت لنا السجق بدل من قصصك الوهمية، وقالت بحزن كنت أتمنى جدا تناول السجق.

فظهر فجأة على طاولة الطعام الكثير والكثير من السجق، فصدم الزوج العجوز وزوجته العجوز من تحقق أمنية من الأماني، وتأكد الرجل العجوز من أن السجق فعلا حقيقي، ونظر الزوج لزوجته وقال هل مازلت تشككين في قصتي عن الأماني الثلاثة، وبعدها جلس الرجل وزوجته يفكران بعمق شديد وتأني عميق في الأمنيتين الأخرتين المتبقيتين.

فسألها ما رأيك أن نطلب أن نصبح ملك وملكة، لكن الزوجة رفضت فكرته، وقالت ستضيع الأمنتين المتبقيتين إذا طلبا أن نصبح ملك وملكة بدون قصر، قال لها الزوج ما رأيك أن نعود شابين كما كنا في السابق ، فقد كنت جميلة جدا جدا يا زوجتي لقد تغيرت ملامحك كثيرا بسبب السن، فرفضت الزوجة فكرته، وقالت تريد أن تعود شابا لكي تتزوج من فتاة أخرى شابة وجميلة، وقالت له ما فائدة سن الشباب دون عمل وإجتهاد، يجب عليك أن تعمل.

فقال لها زوجا لا أريد العمل، فغضبت كثيرا جدا ومن شدة غضبها لم تلاحظ أنها طلبت أمنيتها الثانية، وهي أن يتدلى من أنف زوجها هذا السجق الذي أمامها، فألتصق السجق في أنف زوجها، فطلب منها زوجها استخدام آخر أمنية لصالحه، لكي تخلصه من التصاق السجق بأنفه، لكن الزوجة رفضت ذلك تماما،  فتشاجرا معا واتهما بعضهما بالأنانية المطلقة، وبعد أن تعب الزوج وزوجته من كثرة الشجار ناما، فأتت الفئران لتناول السجق الملتصق بأنف الرجل، وكان الرجل يصرخ من الألم كلما قضم أحد الفئران قطعة من قطع السجق، بكت الزوجة لحال زوجها المتألم، وتمنت أن ينقذ زوجها من الفئران، فسقطت قطعة السجق الملتصقة بأنفه، وخسر الزوجين أمنيتهما الثلاثة الأخيرة، فعاهد الرجل زوجته بالعمل والكد من أجلها، وبالفعل نفذ الرجل وعده بالعمل والكد وساعدته زوجته في العمل والكد، حتى أصبحا قدوة اقتدى بها كل سكان القرية التابعين لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *