كان يا مكان في قديم الزمان ، كان هناك اسدا يعيش في الغابة البعيدة عن عيون الانظار ، وعيون الناس يحكم بالعدل والحكمة ، وكانت الغابة بجوار احدى الطرق للبشر ، وكان الاسد له بعض الأصدقاء ، وهم  ذئبٌ وغرابٌ وابن آوى ,  وفي يوم من الأيام مر بعض الرعاةً من ذلك الطريق بجوار الغابة ، وكان معهم الكثير من الجمالٌ.

 

 

فتأخر أحد الجمال في السير ، فضاع من القطيع واقترب الليل فلم يجد الجمل غير تلك الغابة حتى يدخل يختبىء فيها ،  وجد الجمل نفسه أمام الأسد ملك الغابة ، فقال له الأسد: من أين أتيت أيها الجمل الغريب ؟ قال الجمل بخوف من الأسد : من مكان بعيد جدا ، ولكنني تهت عن القطيع وتخلفت عنهم ولم اجد نفسي إلا أمامك أيها الملك العظيم .

 

 

رد الأسد قائلا : قل لي ماذا تريد منا وما هي حاجتك؟ قال الجمل بتردد وخوف : ما تقول لي وما تريدني ان افعله أيها الملك ، قال الأسد : هل  تقيم عندنا في الغابة فهنا الأمان والأمن  وسوف اوفر لك حياة جيدة خالية من المنغصات التي كانت تواجهك خارج الغابة .

 

 

فرح الجمل كثيرا ، ووافق الإقامة مع الأسد في الغابة ، فأقام الأسد والجمل معه زمنا كبيرا ، وكان الجمل صديق الاسد المقرب ويحبه ويفضله عن باقي الحيوانات ، وفي يوم من الايام ذهب  الأسد  للصيد فوجد  فيلاً ضخم جدا وكبيرا ، فقاتله الأسد بقسوة  قتالاً شديداً وقوي ؛ وهرب الفيل من الاسد بعد معركة طاحنة ، وترك الأسد يمتلىء بالكثير من الجراح ، و يسيل منه الكثير من الدم نتيجة الكثير من الجراح في اماكن متفرقة من جسده ، وقد اصابة الفيل بأنيابه القوية والحادة اثناء الصيد .

 

 

عندما وصل إلى عرينة وبيته ، وقع على الارض لا يستطيع التحرك ، ولا يستطيع  الصيد واحضار الطعام لاصدقائه الثلاثة ، الذئب والغراب وابن آوى أياماً  كانوا لا يجدون طعاماً لأنهم كانوا يأكلون من بواقي طعام الأسد وطعامه ،  فأصابهم الجوع الشديد والضعف الكبير ، وعرف الأسد  من اصحابة ما حدث لهم ، لقد كادوا ان يهلكوا  فقال الاسد لهم :اذهبوا في الارض و انتشروا لعلكم تجدون صيدا سمين ناكل منه ونشبع  ، حتى اشفى من جراحي لانني جائع جدا ومنهك ، خرج الذئب والغراب وابن آوى الى الغابة فوجدوا الجمل يرعى وياكل  ناحيةً قالوا بخبث : انظروا الى الجمل  الذي يأكل العشب  انظروا الى حجمه الكبير .

 

ان اكلناه سوف يشبعنا لايام عديدة ، قال ابن آوى بخوف :  لا نستطيع ذكر اكل الجمل الى  الأسد ، لأنه أمن الجمل على حياته ولن ياكله مهما حدث فلا تتعبوا انفسكم .

 

قال الغراب: أنا سوف اقنع الأسد لا تقلقوا ،  انطلق الغراب فدخل الى عرين الأسد ،  فقال الأسد: هل احضرتم الطعام فانا جائع جدا ايها الغراب وجراحي تئن بشدة مرضا .

رد الغراب باعياء وكيف سنبحث عن الطعام يا مولاي ونحن جوعى لا نرى ما امامنا ، ونحن عندنا فكرة ونتمنى ان توافقنا عليا ، ما رايك في هذا الجمل الذي يأكل العشب وليس له فائدة بيننا ، اعرف بأنك أمنته على نفسه وسوف اجعله يقدم نفسه للأكل بنفس راضية فما رأيك ؟ وافق الاسد على كلام الغراب .

 

عاد الغراب إلى اصحابة وقال سوف نجتمع نحن والجمل عند الأسد ، فنذكر ما أصابه من مرض ، ويعرض كلا منا نفسه على الجمل ليأكله ، فيرد الآخران  بتعجب ويرفضان الامر بشدة ، ويقولان الضرر في أكله ، حتى يأتي دور الجمل فنأكله بعد أن يقدم نفسه للطعام ،  ففعلوا ذلك ، وذهبوا الى الاسد  فقال الغراب بتأثر انت تحتاج  أيها الملك إلى ما يقويك ويطعمك ، لأنك إن مت وهلكت لن نستطيع العيش من دونك ، يمكنك اكلي ايها الملك بنفس راضية .

 

فأجابه الذئب وابن آوى : ولكنك صغير الحجم ايها الغراب  ولن تشبع الملك ابدا ،  قال ابن آوى لكنني أنا استطيع أن أشبع الملك فحجمي اكبر من الغراب ، فرد عليه الذئب والغراب بقولهما: إن لحمك نتن وسوف يمرض الملك ولن يشفيه ، قال الذئب: إني لست كريه الرائحة   فليأكلني الملك وانا اوافق بنفس راضية ،  فاعترضه الغراب وابن آوى وقائلين : يقول الاطباء من أراد قتل نفسه فليأكل لحم ذئبٍ.لانه يجلب الكثير من الأمراض .

 

ظن الجمل أنه إن فعل مثلهم التمسوا له  العذر ، كما التمسوا العذر  بعضهم لبعضٍ الأعذار، فقال:  أن لحمي لذيذ  ورائحتي جميلة واشفي من الامراض  فليأكلني الملك بنفس راضية  فقال الذئب والغراب وابن آوى: صدقت ايها الجمل فلحمك لذيذ فهجم عليه الاربعة واكلوه ، فمن الجيد ان تعرف متى تتكلم ومتى تصمت ولا تجعل الاخرين يخدعونك بالكلام .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *