فلاح ذكي
في قديم الزمان كان هنالك فلاح يدعى صالح وكان يعيش في إحدى القرى وقد كان صالح شخص أمي لا يستطيع القراءة أو الكتابة وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان ذو حكمة وذكاء شديد.
حيث كان يساعد الناس في القرية ويقدم لهم النصح ويرشدهم إلى الصواب لذلك كان محبوبا بين الناس.
وفي يوم من الأيام أتى الملك إلى القرية التي يعيش بها صالح متخفيا في ملابس رجل عادي والذي سمع عن ذكاء صالح مسبقاً فقرر أن يقابله.
فذهب الملك إلى بيت صالح وعرف الملك عن نفسه لصالح وكشف هويته الحقيقية وسأله قائلا :- كم تجمع من المال يوميا وكم توفر من المال؟
فقال صالح للملك :- سيدي أنا اكسب يوميا مقدار درهم واحد أنفق ربع علي طعامي وربع كقرض وربع أقضي بها دين وأعطى الربع الأخير لله.
لم يفهم الملك ما قاله صالح فقال له الملك متعجب :- أنا لا أفهم ما تقول رجاء اشرح لي ماذا تعني بكلامك؟
فقال له صالح :- سيدي الملك أنا أنفق ربع درهم على طعامي وهذا واضح وقد قلت إنني أنفق الربع الثاني منها كقرض وهنا أعني أنه سوف أنفق هذا الربع على أولادي حيث إن عليهم أن يعتنوا بي عندما أصبح كهلا هذا يعني أنني أعطيهم قرض وأيضا أنفق الربع الثالث على والدي فقد تعبوا علي وربوني منذ صغري لذلك أنا أرد لهم الجميل أما الربع الرابع فأنا أنفقه على الأعمال الخيرية وأتصدق به لمن هم أقل مني في المعيشة وهذا هو تفسير كلامي والذي أعنيه عندما قلت إنني أقسم الدرهم إلى أربعة أقسام.
تأثر الملك بكلام صالح وقال له حينها :- أنا أريد منك أن لا تخبر أحدا عن هذه الإجابة حتى ترى وجهي مائة مرة وإذا لبيت طلبي فستحصل على جائزة قيمة أما إذا أفشيت سر الإجابة فستنال عقابا شديدا وهذا هو طلبي الوحيد يا صالح.
وفي اليوم التالي سأل الملك حاشيته عن تفسير كلام صالح ولم يستطع أحدا أن يجيب عن اللغز ثم أعطاهم الملك مهلة لا تتجاوز الأسبوع حتى يفكرون في حل اللغز.
كان أحد وزراء الملك يعلم أن هناك فلاح يدعى صالح وهو من أعطى اللغز للملك وفي الحال ذهب إلى قرية صالح وقابله وطلب منه أن يخبره عن الإجابة.
فقال له صالح حينها :- أسف سيدي فقد وعدت الملك لا أستطيع أن أقول لك الإجابة من دون إذن منه شخصياً.
ثم عرض الوزير مائة قطعة ذهبية على صالح فقبل صالح ذلك العرض وقام بعد العملات الذهبية واحدة تلو الأخرى وبعدها قام بشرح إجابة اللغز للوزير.
وفي اليوم التالي عاد الوزير إلى قصر الملك وشرح الإجابة كما أخبره صالح وحينها شك الملك عندما سمع الإجابة فسأل الوزير كيف عرف الإجابة وبعد إلحاح الملك أخبره الوزير أن صالح قد أخبره الجواب فغضب الملك وأمر رجاله أن يحضروا صالح على الفور.
وعندما حضر صالح أمام الملك قال له :- لم تفي بوعدك لي يا صالح لقد أخبرتك أن لا تخبر أحدا عن الإجابة فلماذا أخبرت الوزير إذا؟
قال صالح :- أنا لم أنسى الوعد الذي قطعته على نفسي وأنا لم أخلف الوعد حقا فقد أخبرته الإجابة بعد أن رأيت وجهك مائة مرة كما قلت.
فقال الملك متعجباً :- كيف هذا وقد قابلتك مرة واحدة فقط فكيف لك أن تقول أنني قابلتك مائة مرة ها أنت الآن تكذب.
فقال له صالح :- صدقني أنا لا أكذب والدليل أن وزيرك أتى إلي في الأمس وأعطاني مائة قطعة ذهبية كرشوة لأخبره الإجابة ولان صورة وجهك مطبوع على كل عملة من العملات 100 فهذا قد رأيت وجهك مائة مرة وهذا هو الشرط المتفق عليه وكنت أعتقد أن سيادتك تختبرني لذلك أعطيته الإجابة.
بعد ذلك مدح الملك صالح على فطنته وذكائه، ولأن الوزير قد ظهر على حقيقته فقد أقاله الملك من منصبه لأنه عرض الرشوة على صالح كما وقام بتعيين صالح بدلا منه كوزير قائم في بلاط الملك بدلا من الوزير السابق.