حب الوطن
كان أحمد ينتظر هبوط الطائرة بفارغ الصبر، فهو عائد أخيرًا للوطن بعد غياب استمر لعامين، وعندما أعلن إذاعة الطائرة عن اقتراب موعد هبوط الطائرة، شعر أحمد أن قلبه يخفق بشدة.
وأخيرًا هبطت الطائرة، وفتحت أبوابها وبدأ الركاب يغادرون، وحانت اللحظة التي لطالما انتظرها منذ أن غادر وطنه ليدرس في جامعة أجنبية، وعندما وصل أحمد لصالة الخروج وجد والده في انتظاره، فأسرع أحمد نحو أبيه، ولم يستطيع أن يحبس دموعه أكثر من ذلك فانهار في البكاء.
وهذا ما دفع والده للبكاء أيضًا، لكن الوالد استدرك دموعه، وقال لولده حمدًا لله على سلامتك ياولدي، لا تبكي فأنت الآن على أرض وطنك.
قال أحمد لقد اشتقت لك ولهواء الوطن لوالدي، فالحياة بعيدة عن أرض الوطن صعبة، فأنا لم أشعر بالأمان أو الراحة إلا بعد أن وصلت أخيرًا لوطني واستنشقت هوائه.
فهواء وطني يختلف عن أي هواء أخر إنه يشعرني بالراحة والسعادة، وشمس وطني تختلف عن أي شمس أخرى فوطنني أكثر الأماكن دفئًا.
قال الوالد: بالطبع يا ولدي، لكن سفرك أيضًا كان من أجل الوطن، فأنت لم تسافر للتسلية أو للعب، بل ذهبت لتدرس في الخارج حتى تحصل على أعلى الدرجات العلمية من أحد الجامعات العالمية.
حتى تستطيع أن تفيد بلدك وتخدمها، فنحن في بلدنا يا ولدي نحتاج أن يكون شبابنا مؤهل تأهيل كافي حتى يستطيع تحقيق مزيد من الإنجازات والنجاحات والتي تحقق منها الكثير بالفعل.
قال أحمد بالفعل يا والدي لقد تعلمت الكثير خلال الفترة التي قضيتها في الخارج وأنا كلي حماس لأنقل تجربتي للأجيال القادمة، وأن أطبق ما درسته على أرض الواقع، حتى تصبح بلادنا في مصاف دول العالم الأول، لكني الآن اشتاق لرؤية والدتي وإخوتي.
قال الوالد: وهم أيضًا يا أحمد ينتظرونك في البيت، وخاصة والدتك فهي تنتظر بفارغ الصبر، هيا بنا، قال أحمد هيا يا والدي لنحتفل اليوم بعودتي للوطن، ولنبدأ العمل من الغد إن شاء الله.
للمزيد من القصص زوروا موقعنا