تدور احداث هذه القصة في احدى القرى حيث كان هناك رجل يعيش في منزل هو و زوجته مع اطفاله ، وكان الرجل معروف بين اهل القرية بالكسل و الخمول ولا يطيق ابدا العمل ، وفي حالة ذهب الى اي عمل فانه لا يستمر في هذا العمل ليوم كامل ، و لهذا السبب كانت زوجة الرجل هي التي تعمل وتعول اسرتها اما الرجل فقد كان ينام طول اليوم دون ان يشعر باي خجل من هذه الفعلة ، وكان الرجل كلما تحدثت اليه زوجته عن العمل و انه يجب ان يجد له عملا لكي يعول اسرته و اطفاله كان الرجل يغضب و يصرخ في وجهها ويرحل عن البيت.

اعتاد الرجل ان يذهب الى تل يقع على اطراف القرية ويجلس اسفل شجرة صنوبر كبيرة ، وكان الناس في القرية يمرون على هذا الرجل ويذكرونه دائما بان زوجته و اطفاله في حاجة الى المال وان عليه ان يعمل بجد و كفاح حتى تعيش اسرته عيشة كريمة ولكن كل ذلك كان بلا جدوى ، ولما شعر الرجل بالحزن بسبب كثرة حديث اهل القرية عنه بانه رجل كسول و لا يقوى على العمل بدأ في التحدث الى شجرة الصنوبر ، واعتاد الرجل الكسول على ذلك فكان يأتي كل يوم اسفل هذه الشجرة ويبدأ في الحديث معها دون توقف وكأنها صديقه الذي يشكو له هموم الحياة.

في يوم من الايام وبينما كان الرجل يتحدث الى الشجرة ردت عليه الشجرة وقالت : انت تأتي الي كل يوم من اجل ان تشكي لي مر الحياة لماذا يا هذا لا تقوم من مكانك وتذهب للبحث عن عمل مثل باقي الرجال ؟ ، واستمرت شجرة الصنوبر توبخ الرجل الكسول حتى ندم هذا الرجل على كل ما كان يقوم به من افعال ، واتخذ الرجل قراره بانه سوف يبحث عن عمل ولكنه في البداية سوف يتجه الى احد الاطباء المعروفين لعلاجه من هذا الكسل الذي دائما ما يشعر به الرجل ، وهنا شعرت شجرة الصنوبر بالفرح و السرور فهي اخيرا تمكنت من اقناع هذا الرجل الكسول بالتخلي عن كسله والبحث عن عمل.

 

اخبرت شجرة الصنوبر الرجل بانها تعاني من شيء ما وعليه اخبار الطبيب بهذا الشيء حتى يجد لها العلاج ، فقال الرجل للشجرة : ماذا بكي ؟ ، فاخبرته الشجرة بانها تشعر بان الماء لا يصل اليها كاملا ، وهنا ذهب الرجل الى الطبيب لكي يستشيره في امر كسله وامر الشجرة ، و خلال سيره في الطريق قابل الرجل ذئبا يعاني من الجرب ، فقال الرجل للذئب : انا ذاهب الى احد الاطباء وسأسأله عن الحل في حالتك لا تقلق ، فشكر الذئب هذا الرجل كثيرا ، وبينما كان الرجل يعبر البحيرة رأى سمكة تقفز حول القارب كثيرا ، فقال الرجل : ماذا بكي ايتها السمكة ؟ ، فقالت السمكة : انا لا اقدر على العيش في الماء او الذهاب الى البر ارجوك استشر الطبيب لعله يجد الحل الامثل لحالتي ، قال لها الرجل : حسنا سأفعل ذلك لا تقلقي.

وصل الرجل الى الطبيب واخبره بكل ما مر به ، واخبره ان هناك احجار تعوق وصول الماء الى جذور شجرة الصنوبر ولذلك فهي لا تحصل على كمية كافية من المياه ، اما السمكة فعليها ان تتقيأ حتى تشعر بتحسن ، وبالنسبة للذئب فعليه ان يلتهم كبد انسان غير نافع ، ثم اعطى الطبيب بعض الاعشاب للرجل وقال له هذا هو علاجك انت ، بعدها عاد الرجل الى السمكة فجعلها تتقيأ ليخرج من فمها قطعة من اللؤلؤ الثمين فقال الرجل انا الآن صرت رجلا غنيا ولا اريد ان اعمل ، وعندما ذهب الى شجرة الصنوبر ازاح عنها الصخور فوجد اموالا طائلة فاخذها وقرر الرجل انه لن يعمل مدى الحياة ، ولكن عندما اتجه الرجل الى الذئب قام الذئب بمهاجمة الرجل واكل كبده ، وبذلك انتهت قصة هذا الرجل الكسول ، حيث قال الطبيب للرجل في الاحداث السابقة : يجب على الذئب ان يأكل كبد رجلا ليس نافع وبالطبع الرجل الذي لا يريد ان يعمل ليعول اسرته هو رجل غير نافع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *