الطالبة الجامعية: “بكل صراحة ووضح ومراعاة لمشاغلك أستاذي العزيز إنني أشعر بأني فاشلة ولا يمكنني التقدم كما كنت مخططة لحياتي الجامعية من قبل؛ وكلما قدمت لخطة جديدة باءت بالفشل، ولا أظن أني سأنجح أبدا”!

الأستاذ الجامعي: “ولكنكِ لن تستطيعين تحمل شعور الفشل”.

الطالبة: “أيقنت أنك ستخبرني بذلك، لذلك قدمت إليك”.

الأستاذ الجامعي: “اسمعيني جيدا وأنصتي بحرص شديد وتمعن فيما سأقوله لكِ؛ بيوم من الأيام مر رجل بجانب سيرك متنقل في أرجاء البلاد، توقف الرجل فجأة عند رؤيته للفيلة وانتابه الفضول والحيرة في آن واحد، وتساءل كيف لهذه الخلوقات الضخمة أن تقف هنا مكتوفتي الأيدي ويربطها ويقيدها حبل صغيرا كهذا حول قدم واحدة، وكيف أنها لا تحاول الهرب على الرغم من عدم وجود أقفاص ولا سلاسل حديدية تقدي بها؟!

تساءل على الرغم من كبر وضخامة حجمها إلا أنها لا تفكر في الهروب، مع أنها لو فعلت لما استطاع أحد أن يمنعها لضخامة حجمها”.

ولازال الفضول يأكله، وإذا به يرى مدرب بالسيرك قريبا من المكان الذي توجد به الفيلة، فسأله: “كيف يعقل أن تقيد هذه الفيلة الضخمة بحبل صغير كهذا حول قدم واحدة ولا تحاول الهرب؟!”

أجابه المدرب قائلا: “عندما كانت هذه الفيلة صغيرة اعتدنا وضع نفس الحبل بنفس المقياس حول نفس القدم، حينها كان من السهل واليسير الحفاظ عليها، ومهما حاولوا صغارا الهرب إلا أنهم لم يستطيعوا لصغرهم حينها، وبذلك تأقلموا على فكرة عدم القدرة على الهرب”.

نظر الأستاذ الجامعي لطالبته وقال: “وكتلك الأفيال الضخمة كم منا يعيش مع القناعة بعدم قدرته واستطاعته على فعل بعض الأمور، ويرجع ذلك بكل بساطة لفشله مرة سابقاً؟!

عزيزتي لعلكِ فشلتِ مرة سابقا أو مرتين أو حتى مائة مرة، وكما ذكر أديسون (إنني لم أفشل ولكني وجدت عشرة آلاف طريقة لم تنجح).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *