قصة التاجر وأولاده وعاقبة أولاده ج1
في قديم الزمان كان هناك تاجر يدعي ابراهيم قد رزقه الله بثلاث اولاد الأكبر يدعي سليم و الأوسط يحي و الأصغر يزيد، اعتني بهم والدهم الي ان كبروا وصاروا رجالا يعتمد عليهم، كان الأب يفضل يزيد عن اخويه لانه اصغرهم فكان مدلل أبيه، لاحظ الإخوان ذلك فعم الكره قلبيهما اتجاه شقيقهما، فلما أحس الوالد بذلك خاف عليه بأن يصيبه مكروه منهما حين يموت فقد كبر و هرم، فأمر العمال لديه بجمع ماله و طلب مجيء القاضي و قسم امواله قسمه العدل بينهم فاعطي لكل ابن من ابناءه نصيبه لكي لا تعم المشاكل بينهم و أعطي زوجته نصيبها لكي تستند عليه في الدنيا بعد وفاته .
مرت مده وجيزة علي هذه القسمة ثم مات والدهم، لم يقتنع أخوه يزيد بهذه القسمة و ذهبوا إليه و اتهموه بأخذ حقهم و طالبوه بمال ابيهم، فذهبوا الي الحاكم لحل النزاع الذي بينهم و كان القاضي و الشهود هناك و شهدوا بالحق، عاقبهم الحاكم علي نزاعهم باخذ جزء من مالهم هم الثلاثة، مرت بضعة ايام و عادا اخوي يزيد الي شجار معه فعاقب الملك ثلاثتهم من جديد بءخذ جزء من مالهم، استمر إخوته في الشجار معه و استمر الحاكم بالأخذ من مالهم الي ان نفذ و أصبح ثلاثتهم فقراء، لم يعجب اخوه يزيد هذا الوضع فذهبوا الي امهم و استولوا علي مالها ثم ضربوها و طردوها من بيت و الدهم، فذهبت الي ولدها يزيد منهاره تبكي و تشكي له عن اخوته و تحسبن عليهم، اقترب منها يزيد و هداءها ثم قال في رفق: يا امي لا تحسبني علي اخوي لأن الله سيحاسبهم علي عملهم، و لا تكرهيهما لأن الكره هو من جعل منها ما هما عليه الان و كان السبب في خسارة ما تركه له ابينا، سأقوم بقسم اللقمة معكي و ساذهب للبحث عن عمل و لا تخافي أن الله داءما ما يرزق من حيث لا تدري و أخذ يطيب بخاطرها الي ان رضت ، انهي كلامه و ذهب و ترك امه تدعيه له من خلفه، ذهب و استءجر شبكة و صار يذهب الي البحر و البحيرات و يجرب الصيد من كل زاوية، بارك الله له في عمله فصار يجني المال الوفير و اصبح رزقه في تزايد يوما بعد يوم، و في يوم و هو في عمله جاء اخويه الي منزله و هما في حالي يرثي لها يبدوا علي ملامحهم الجوع الشديد و ملابثهم متسخة جاءا يتوسلان الي والدتهما ان تسامحهم و تعطيهما شيء ياكل لم ترد المراءة ان تسامحهم بعد فعلتهم لكن قلب الام.
فاعتطهم خبز متعفن ليأكلوه رغم وجود طعام جيد بالمنزل فهي مازلت تزكر ما فعلوه بها، اعتطهم الخبز و اخبرتهم بالنصراف قبل مجيء اخوهم فذهبوا مسرعين، و في اليوم التالي عاودوا الزيارة لكن قصة التاجر هذه المرة اعتطهم طعام جيد، اعتادوا علي المجيء يوميا من أجل الطعام و في يوم رجع يزيد مبكرا من عمله فراءهم يأكلون في بيته، احست والدته بالحرج منه فاءخفضت راءسها و لم تنطق بحرف، أبتسم يزيد لهما و ألقي السلام و سءلهم عن أحوالهم توقفوا عن الأكل و اخفضوا روسهم و تظاهروا بالخجل و الطعام في ايديهم و قال احدهم: يا اخي لقد أسأنا إليك فكيف تقابل الإساءة بالإحسان؟،
فرد عليه: لا عليكما و ارجوا من الله ان يصلح من حالكما، فقالا: بارك الله فيك يا يزيد، ثم أخبر و الدته ان تهتم بأخويه و أن تكرمهما و لا تبخل بشيء عنهما و أخبرهم انهما يستطيعان البقاء عنده فهو يري كيف أصبح حالهما، كان يذهب يزيد في الصباح الباكر كل يوم و يرجع بصيده ثم يقسمه عليهم، و في يوما من الايام حين كان يرمي بشبكته كالعاده في مياه البحر اقبل عليه رجلا مغربي يبدو عليه الثراء من ملابسه و كان يركب حمارا، فألقي السلام عليه و قال: اريد منك ان تساعدني في امر، فرد: أي امر؟، فقال: اريدك أن تربطني بهذا الحبل و تلقي بي في الماء ثم تنتظرني لساعة ان خرجت يداي فالقي بشبكتك و اسحبني و ان خرجت رجلي اكون ميتا و عندئذ خذ الحمار الي السوق و اعطه لرجل يدعي شميعة سيعطيك مئه دينار فخذها حلال عليك .
وانتظرونا في الجزء الثاني
يتبع…..