في أحدِ الأيّام سأل الطفل والده قائلًا له: أبي ماذا يوجد في السماء؟ فأجابه الأب: يا عزيزي سأروي لك قصة عن الكواكب للأطفال ستجد فيها المتعة والإفادة بإذن الله، جلس الطفلُ مستمعًا لوالده وإذ به يغط في نوم عميق، لينتقل إلى عالم الأحلام ويرى في حلمه سفينةً فضائية يخرج منها كائن فضائي ويقول له: أهلًا بك يا صغيري، سآخذُك في رحلةٍ ممتعةٍ تشبه ما يرويه لك والدك في قصة عن الكواكب للأطفال. ركب الطفل الصغير في السفينة الفضائية وغادر الأرض، التي كانت تبدو ككرةٍ ملونةٍ ما بين الأخضر والأزرق، فقال للمخلوق الفضائي إن الأرض جميلةٌ جدًا من الأعلى وألوانها خلابة، فرد عليه الكائن الفضائي: أجل جميلة ولكن الإنسان يدمرها بسبب طمعه وعدم اهتمامه بالغابات، وإذا استمر هكذا ستصبح الأرض يومًا جرداء قاحلة، ثم انطلقت السفينة الفضائية من كوكب المريخ، فقال الطفل: يا إلهي، ما هذا الكوكب الأحمر؟ فقال له الفضائيّ: إنّه المريخ ونسميه بالكوكب الأحمر لأنّ ترابَه أحمر اللون فيعطيه هذا اللون الجميل، لوح الطفل لكوكب المريخ مودّعًا إياه. ليندهش الطفل برؤية كوكب ضخم وملون بألوانٍ جميلةٍ، فصرخ عاليًا ما أجمل هذا الكوكب! ما اسمه؟، فنظر الفضائي ليرى أي كوكب يقصد الطفل بكلامه، فقال له: إنه كوكب المشتري وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية ويتميز بسطحه الملون وهذا ما لفت نظرك فيه، قال الطفل: سبحان الخلاق كم أبدع في خلق هذه الكواكب الجميلة! وبعد بُرهةٍ من الزمن وإذ بالطفل يقول: أريد أن أتزلج على هذا الجليد ياعماه، ضحك الفضائي بصوتٍ مرتفع وقال له: إنّه كوكبُ زُحَل، وما يميزه هي تلك الحلقات الجليدية التي أحببتها. واستمرّت السفينة الفضائية بالسباحة في الفضاء والطفل يلوح لكل نجمة يراها، ليصل لكوكب بديع فقال الطفل للفضائي: إنه الأرض أليس كذلك؟ فقال له الفضائي: لا بل هذا كوكب الزهرة ويُدعى توأم الأرض لأنه يشبهها بالحجم، فضحك الطفل وقال إنها مثل أخي إذًا فأنا أملك توأمًا لي، ثم انتقلت المركبة الفضائية لتُري ذاك الطفل الكواكب الأخرى كعطارد ونيبتون وأورانوس، ليشعر الطفل بحرارةٍ عالية، فقال يا عماه أنا أشعر بالحرير الشديد، فقال له الفضائي: لأنّنا نقترب من الشمس؛ فهي كرةٌ ضخمةٌ من النار تطوف في الفضاء. وفي هذه الأثناء استيقظ الطفل وأشعة الشمس تداعب له وجهه فقد اشتد حرها، وهو ينام تحت الشجرة بالقرب من والده، فنهض سعيدًا ليقص على والده قصة عن الكواكب للأطفال رأها في حلمه الجميل، وعن مغامراته بين الكواكب وما يميز كل كوكب عن الآخر، والأب يستمع لابنه بإنصات شديد وهو يشاركه تلك المعلومات التي رواها له قبل نومه بلحظات، فقال الأب لابنه مازحًا: لماذا لم تأخذني معك في هذه الرحلة الشيقة؟ وأطلق الأب ضحكةً عاليةً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *