قصة اللؤلؤة السحرية

0

كان هناك رجل فقير يعيش في بيت صغير مع زوجته وأولاده. كان يعمل كمزارع ويزرع القمح والشعير في حقله. كان يكسب قوت يومه بصعوبة ويحلم بالثراء والراحة.

في يوم من الأيام، ذهب إلى السوق لبيع محصوله. وفي طريقه، التقى برجل غريب يرتدي عباءة سوداء. قال له الرجل الغريب: “أنا ساحر وأستطيع أن أحقق لك أي أمنية تريدها. فقط عليك أن تدفع لي نصف ما تملك من المال.”

فكر الرجل الفقير قليلا وقال: “حسنا، أنا أريد أن أصبح غنيا جدا. هذه أمنيتي.” قال الساحر: “حسنا، سأحقق لك أمنيتك. لكن تذكر، عليك أن تدفع لي نصف ما تملك من المال كل يوم.”

وافق الرجل الفقير على الصفقة وسارع إلى بيته. فوجئ بأن بيته تحول إلى قصر فخم وأن حقله تحول إلى حديقة كبيرة مزروعة بالورود والفواكه. وجد زوجته وأولاده يرتدون ملابس جميلة ويستمتعون بالثروة. شعر بالسعادة والفخر.

في اليوم التالي، جاء الساحر إلى قصره وطلب منه نصف ما يملك من المال. قال الرجل الغني: “لا مشكلة، خذ ما تشاء.” فأخذ الساحر نصف ما كان في خزائنه من ذهب وفضة وجواهر.

وهكذا استمر الأمر كل يوم. كل يوم يأتي الساحر ويأخذ نصف ما يملك الرجل الغني من المال. وكل يوم يقل مال الرجل الغني حتى بدأ يشعر بالقلق والخوف.

في أحد الأيام، جاء الساحر إلى قصره وطلب منه نصف ما يملك من المال. فوجد الرجل الغني أن لا شيء بقي لديه سوى قطعة نقود صغيرة. قال: “هذا كل ما بقي لدي من المال. خذ نصفها.” فأخذ الساحر نصف قطعة النقود وقال: “شكرا لك على تعاملك معي. هذه هدية مني لك.” وأعطاه حبة حصى صغيرة.

ثم اختفى الساحر وانتهت التعويذة. تحول قصر الرجل إلى بيت صغير وحديقته إلى حقل قاحل. وجد زوجته وأولاده يرتدون ملابس بالية ويشكون من الجوع والبرد. شعر بالحزن والندم.

نظر إلى حبة الحصى التي أعطاها له الساحر وقال: “ما هذه؟ هل هي ثمينة؟” ففتح يده ليراها. فوجئ بأن حبة الحصى تحولت إلى لؤلؤة كبيرة وجميلة. قال: “سبحان الله! هذه لؤلؤة ثمينة! أستطيع أن أبيعها وأشتري بها ما أريد!”

فذهب إلى السوق لبيع اللؤلؤة. وفي طريقه، التقى برجل فقير يعمل كمزارع. قال له الرجل الفقير: “أنا جائع وعطشان. هل تستطيع أن تعطيني شيئا؟” فشفق عليه الرجل الغني وقال: “أخذ هذه اللؤلؤة. هي هدية مني لك. اشتر بها ما تريد.”

فأخذ الرجل الفقير اللؤلؤة بشكر وامتنان. وذهب الرجل الغني إلى بيته بسعادة ورضا. قال: “لا أحتاج إلى المال لأكون سعيدا. كل ما أحتاجه هو زوجتي وأولادي وصحتي وإيماني.”

ومنذ ذلك الحين، عاش الرجل الغني حياة بسيطة وسعيدة مع عائلته. وكان دائما كريما ومحسنا مع الفقراء والمحتاجين.

وهذه هي عبرة القصة: أن المال لا يشتري السعادة، وأن البخل يورث التعاسة، وأن الكرم يجلب البركة، وأن الإيمان يزيل الخوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *