قصة القلادة
كانت هناك طفلة صغيرة تبحث في الأسواق عن شيء ما، وعندما وقعت عينيها على قلادة جميلة معروضة بإحدى نوافذ محلات المجوهرات، دخلت المحل على الفور بعدما أثارت إعجابها تلك القلادة…
الطفلة الصغيرة: “من فضلك يا سيدي، أريد شراء تلك القلادة الجميلة المعروضة بهذه النافذة، أريد إهدائها لشقيقتي الكبرى، وأرجو منك أن تغلفها بشكل مذهل من أجلي”.
نظر إليها صاحب المحل باستغراب، إنها طفلة صغيرة مازالت، وسألها: “وهل لديكِ نقود؟!”.
وضعت الطفلة مجموعة من العملات المعدنية والتي لا قيمة لها مطلقا بالنسبة لسعر القلادة، فالقلادة باهظة الثمن للغاية.
الطفلة: “هل ستكفي هذه النقود يا سيدي؟، إنني أردت شراء شيء جميل من أجل شقيقتي، فمنذ أن توفيت والدتنا وهي تعمل على تربيتنا ورعايتنا، وأريدها حقا أن تبتسم من قلبها مجددا كسابق عهدها، وهذه النقود حقا هي كل ما أملك”.
غلفها صاحب المحل بكل محبة وود، وأوصى الطفلة أن تحملها جيدا من أجل شقيقتها الكبرى، لقد رأى الفرحة في عيني الطفلة البريئة.
بعدها بوقت قصير جاءت فتاة جميلة إلى المحل تحمل بيدها نفس العلبة التي غلف بها القلادة وتسأله بعدما ألقت عليه التحية والسلام وأخرجت القلادة من العلبة: “يا سيدي هل هذه القلادة تم شراؤها من هنا؟”
أجابها صاحب المحل بالموافقة، فسألته عن ثمنها ولكنه أجابها قائلا: “لا لن أستطيع إخبارك بثمنها لأن أي صفقة بيع تتم هنا لا يمكن الإفصاح بها لأي أحد، إذ أنني اعتبرها بمثابة سر خاص لزبوني”.
تركت الفتاة العلبة بالقلادة التي بداخلها وأخبرته: “عذرا يا سيدي ولكن أختي الصغيرة كانت تمتلك القليل جدا من المال والذي لن يمكنها أبدا من شراء مثل هذه القلادة باهظة الثمن، لذلك لن يمكننا أخذها والتحمل بعبء ثمنها”.
صاحب المحل: “لكن أختكِ الصغيرة دفعت ثمنا لا يمكن للكبار أمثالنا تحمله، لقد دفعت كل ما تملك مقابل رؤية ابتسامة واحدة منك”.
سالت الدموع من عيني الفتاة الجميلة، وأخذت قلادتها التي أصر عليها الرجل طيب القلب أنها من حقها ولابد لها من أخذها كما تمنت أختها الصغيرة.