قصة عن الثقة بالنفس
بيوم من الأيام كان هناك طالبا بالمرحلة الابتدائية لا يثق بنفسه ولا بقدراته إذ أنه بيوم جاءت مدرسة الفصل لتوزع ورقة الإجابة بعد تصحيحها وإعطاء الدرجات، وبمجرد أن استلم ذلك الطالب ورقته وجد نفسه لم يحصل إلا على درجتين من عشرين، لم يكن هم الطالب إلا إخفاء درجته لكيلا يعلمها والداه فقام برسم ديناصور كبير في منتهى الجمال شمل الورقة كليا وخبأ أسفله الأسئلة والإجابات عنها وأيضا درجته التي استاء منها.
هنا لاحظت المعلمة ما فعله الطالب وبراعته في الرسم، فأخبرت جميع طلاب الفصل بأنهم في إمكانهم تحسين درجاتهم وقسمت الفصل إلى مجموعات، ولكنها لاحظت أن الطالب لا يهتم لأمرها ولا إلى ما تقول على الرغم من أنها تفعل كل ذلك من أجله، رفعت صوتها ونادت عليه باسمه وأخبرته بمجموعته وبعنوان مشروعهم، وقد كان عن الوحوش المفترسة.
خاف الطالب من النطق بأية كلمة حينما كان بقية طلاب مجموعته كلا منهم يبدي رأيه ويتحدث عن فكرته على حدا، جلس صامتا لا يبدي أي رأي، هنا لاحظه طالبا من مجموعته وأخبره ببعض الكلمات التشجيعية محفزا إياه ولكنه مازال خائفا ولا يثق في نفسه ذرة واحدة حتى.
اقتربت منه المعلمة وسألته إن كان يحتاج إلى مساعدة، تلعثم الطالب المسكين في الكلام، سألته المعلمة برفق عن إمكانيته في إبداء أي فكرة وكل شيء في دنيانا قابل للصواب وللخطأ أيضا؛ أخبرها الطالب أنه لا يعرف أي معلومات عن الوحوش، ثم صمت لبرهة وسألها هل بإمكانه رسم ديناصور، أجابته المعلمة فرحة: “نعم يمكنك فعل ذلك فالديناصور من الوحوش”.
لم يتبقَ من الوقت إلا دقائق معدودات، أمسك الطالب بورقته الفارغة على الفور وبكل همة ونشاط وجد واجتهاد بدأ في رسم ديناصوره، والمعلمة ترقبه من بعيد، وما هي إلا دقائق قليلات حتى أنهى الطالب رسمته الجميلة التي من شدة روعتها وبراعته في رسمها كادت أن تنطق، لقد لونها بالألوان الزاهية التي تتيح لها إمكانية ككونها حقيقية.
سُر كل من رآها، حقا لقد كانت في روعة الجمال والكمال، فخر طلاب المجموعة من كونه معهم، وتحاوط عليه الطلاب من كل اتجاه يبتغون رؤية رسمته التي شهد لها الجميع، لم يشهد الطالب مشهدا رائعا كهذا طوال فترة تعليمه، استعاد بها ثقته في نفسه التي كان قد فقدها من فترة طويلة.