قصة الكلب والرجل الصالح
ذات يومٍ كان هناك رجل مسافر في الصحراء وكان اليوم شديد الحرارة. والشمس ترسل ضوؤها وأشعتها الملتهبة على الرمال.
وكان قد نفد كل ما مع الرجل من ماء، وشعر بالعطش الشديد، لذا سار الرجل يمينا ويساراً باحثاً عن الماء لكن بلا فائدة.
شعر ذلك الرجل بالتعب فقرر ان يستريح لبعض الوقت، وبعدها نهض وواصل سيره يبحث عن الماء.
ولحسن الحظ وجد الرجل في طريقه بئراً، ففرح الرجل كثيراً وقال لنفسه: الحمد لله، أخيرا سأشرب. كدت اموت عطشاً في هذا الجو الحار، شكرا لله الذي لا ينسى عباده!.
وحين نظر الرجل في البئر، وجده عميقا والماء بعيد عنه، ولم يجد دلواً ولا حبل ليسحب به بعض الماء. لذلك نزل الرجل إلى قاع البئر.
وأخذ يشرب ويشرب حتى ارتوى وذهب العطش، حمد الرجل الله، وخرج من البئر ليستعد لإكمال السّفر من جديد.
لكنه التفت فوجد كلبا يلهث من التعب والعطش وكان يزحف على الأرض، ومن شدة عطشه كان يأكل التراب المبتل الذي حول.
وقال الرجل لنفسه: ان هذا الكلب المسكين سيموت من العطش ان تركته كما كنت انا منذ لحظات. ولا شك انه الأن يتألم كما كنت انا اتألم.
قرر الرجل أن لا يتركه ويسقيه بأية طريقة لذا بحث الرجل عن إناء يجلب به الماء له فلم يجد. احتار الرجل ماذا يفعل؟ وفكّر بسرعة.
حتى جاءته فكرة، فقام خلع الرجل خفه ونزل إلى البئر من جديد. وملأ الرجل خفه بالماء، وخرج به بصعوبة، وحين شاهده الكلب وهو يحمل الخف بالماء فتحرّك نحوه.
قرب الرجل الخف من فم الكلب حتى يشرب وظل ممسكاً به حتى شرب.