قصـة الطالب الذي كذب ومن ثم اعترف

0

من الأشياء الجميلة في حياتنا اليومية هي قراءة القصص الهادفة التي لها معنى وتحتوي على الكثير من الدروس المستفادة، فعلينا نحن الآباء التعلم من هذه القصص الهادفة وكيفية سردها بطريقة مشوقة وممتعة لأطفالنا لكي يسيروا بها طوال حياتهم والتعلم منها وأخذ العبرة، فيوجد من القصص الكثير الهادفة التي تهدف إلى تعلم الصدق وأهميته في حياتنا.

والصدق يمثل في حياة أي طفل من صغارنا أهم القيم والمبادئ التي يجب علينا غرسها في نفوسهم منذ صغرهم حيث أنه يعد أساس العلاقات الاجتماعية.

ومن ضمن قيم الصدق نفسه تعلم الطفل الصغير كيف يمكن للسلوك الصادق الأمين كسب صداقات جيدة للأطفال من فئة عمره بحيث باستطاعتها الاستمرارية طوال العمر.

 

في إحدى الأيام الدراسية كان هناك فصل من الفصول قد تغيب مدرس حصته لظروف أسرية، فأرسل المدير لهم بمدرس احتياطي، والذي لم يكن على دراية بما سيدرسه مدرسهم الأساسي لهم بهذه الحصة.

أراد هذا المدرس الاحتياطي أن يخرج الطلاب من حصته بفائدة وموعظة وعبرة قيمة، فسألهم عن رغبتهم في قيام مسابقة رسم بينهم، ووعدهم بجوائز لأفضل ثلاثة لوحات من بين لوحاتهم جميعا.

تشجع جميع الطلاب بالفصل وأحبوا الفكرة للغاية، والكل تأهب للحدث فأخرجوا أوراقا فارغة وألوانا وأقلاما رصاص؛ قام المدرس بكتابة عنوان العمل الذي يريده من الطلاب، كتب على السبورة الضوئية كلمة الصدق.

والكل كان متحمس للغاية، أبدع الجميع في الرسومات، والكل حاول إخراج أفضل ما بداخله وتقديم أفضل ما لديه، وكانت المدة المحددة للرسم والإبداع طوال الحصة بأكملها.

وفور انتهاء الحصة دعا المدرس جميع الطلاب لتسليم عملهم الفني، كان من بين هؤلاء الطلاب طالب غير راضي كليا عن عمله، وبالرغم من كونه لا يجيد الرسم إلا أنه رغب وبشدة بالمركز الأول والحصول على الجائزة، ففكر في حيلة خبيثة حيث سولت له نفسه، فذهب لأفضل طالب بفصله بالرسم وتحايل عليه ليسلم ورقته عوضا عنه، فآمنه الثاني وأعطاه ورقته، وما كان من الأول إلا أن قام بوضع خط على اسمه وكتب اسمه على العمل الفني عوضا عنه.

وبعد مرور ثلاثة أيام عاد إليهم المدرس ومع ثلاثة هدايا قيمة تتدرج من المركز الأول للثالث بقيمتها، وكان جميع لطلاب على أعصابهم ومتوترين لمعرفة من الفائز بالثلاثة مستويات، وكان أول اسم قام لمدرس بمناداته نفسه الطالب الخبيث، فتعجب الجميع من ظهور اسمه من الأساس، وكان من بين هؤلاء الطلاب طالب يتسم بالذكاء، فاستأذن المدرس ليرى إبداع الطالب الذي أبدع وحصد المركز الأول.

وما إن اقترب حتى وجد العمل الفني نفسه عمل الطالب الذي يجلس بجواره، لقد كان خاصا بزميله وصديقه، فعاد على الفور ولم يخبره إلا جملة واحدة: “كيف استحللت ذلك لنفسك؟!، أليس من الحرام عليك أن تفعل ما فعلت؟!”

شعر الطالب بالذنب وعلى الفور ذهب للمد\رس واعترف أمامه بفعلته، وما كان من المدرس بدوره إلا أن يجمل ما حدث رأفة بحال جميع طلابه، شجع الطالب على مدى صدقه واعترافه، وأخبر جميع الطلاب أنه حدث خطأ بالأسماء، وأن زميلهم من كثرة استعجاله قام بكتابة اسمه على الورقة الخاصة بزميله، وأعلن أن الجائزة من حق من يستحقها بالفعل ومن قام برسمها.

كان الجميع في غاية السعادة والسرور، وقد تعلم الطالب درسا قيما عن مدى الصدق.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *