قصة عقدة سلطان الاباريق
يحكي أن في يوم من الايام كان هناك رجلاً مسئولاً عن الاشراف علي الاباريق لاحد الحمامات العمومية، فكان يومياً يتأكد ان جميع الاباريق مليئة بالماء بحيث يأتي اي شخص ويستخدم هذه الاباريق لقضاء حاجته ثم يعيد الابريق الي الرجل من جديد فيعود ملئه للشخص التاني وهكذا .
وذات مرة جاء شخص مسرعاً الي الحمام وكان يبدو عليه آثار الاستعجال فخطف احد هذه الاباريق بسرعة كبيرة وانطلق علي الفور به دورة المياة، فصاح به الرجل المسئول عن الاباريق وأمره بالعودة إليه، فعاد الرجل علي مضض، وامره المسئول ان يترك الابريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه بدلاً عنه، فأخذ الشخص الابريق المقصود ثم مضي الي دورة المياة، وحين عاد حتي يسلم الابريق سأل المسئول قائلاً : لماذا امرتني بالعودة وتبديل الابريق مع انه لا يوجد اي فارق بين جميع الاباريق، فكلها مملوءه بالمياة والغرض منها واحد لا يختلف، رد عليه مسئول الاباريق : اذا ما عملي هنا ؟!
إن مسئول الاباريق يشعر بأهمية عمله وانه يجب أن يتحكم بأمر الاباريق، علي الرغم من أن عمله لا يحتاج كل هذا التعقيد والتحكم ولكنه يريد أن يصبح سلان الاباريق، والعبرة أن سلطان الاباريق موجود بيننا جميعاً وكثيراً ما نقابله في حياتنا في الكثير من المصالح، ألم يحدث معك من قبل خلال محاولتك لانجاز اي عمل يخصك أن قابلك شخص حاول تعطيل عملك لأمر تافه .. واجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال بعد ساعتين علي الرغم من أن هذه المراجعة لا تحتاج اكثر من دقائق معدودة .. إنها عقدة سلطان الاباريق .. نحن بحاجة للتخلص من هذه العقدة فهذه المقالة دعوة لتبسيط الامور علي الناس وتيسير المصالح وعدم تعقيدها .