اسمي فادي انا طالب في المرحلة الثانوية وبالتحديد في الصف الاول الثانوي ، منذ ان كنت في الصف الثالث الاعدادي كان الجميع من حولي وبصفة خاصة والدّي يحذرانني دائما من الثانوية العامة وانها من الاشياء التي يجب ان اكون حذرا تماما عندما ادرسها ، فهي معروف عنها انها المرحلة التي تحدد المستقبل ، هذا الحديث ينطبق على الصف الثالث الثانوي ، على الرغم من ذلك كنت ارى ان المرحلة الثانوية ما هي الا مرحلة من ضمن مراحل التعليم وانه لا داعي للقلق ، كنت اظن بانه من السهل ان اكون ملتزما عندما ارغب في ذلك.

لم اكن اعلم ان هذا الاعتقاد الخاطئ سوف يكلفني الكثير ، و لم ادري اي درس سوف تعلمني اياه الايام ، بدأت الدراسة وكنت في الصف الاول الثانوي من الطلبة الكسالى ، كنت لا احضر دائما وكنت اعتقد ان لا اهمية للصفين الاول و الثاني الثانوي ، الجميع كان يعتقد ذلك لم اكن لوحدي ، حسنا سألعب في هذين العامين ولكن عندما يحين موعد الجد سوف اجتهد وهذا سيكون عندما اصل الى الصف الثالث الثانوي ، مر العام الاول وكدت ارسب في اختبارات الصف الاول الثانوي ، لم يكن الصف الثاني الثانوي افضل حالا لتحين لحظة معرفتي للحقيقة ، العام الجديد ( الصف الثالث الثانوي ) على الابواب.

بدأت أسال نفسي هل انا مستعد بعد ؟ ، هل سأكون قادرا على رفع رأس والدي عاليا بين افراد العائلة و الجيران و الاصدقاء ؟ ، كان طموحي عاليا جدا ولا حدود له ولكن هذا الطموح في الواقع لم يستمر طويلا ، لاني كنت معتادا على اللعب واللهو في العامين السابقين اصبحت المذاكرة من اصعب الاشياء وابغضها الى قلبي ، بدأ العام الدراسي وكنت اكثر ما اكرهه هو ان ادرس ، لم اكن اعلم ان هناك مصيبة كبيرة في انتظاري ، بعد شهرين من الدراسة مرض والدي مرضا شديدا الزمه الفراش ، كنت حزينا جدا فانا لا اجيد ي شيئ في حياتي تقريبا ، حتى الدراسة التي ستحدد مستقبلي.

بعد شهر من تعرضه للمرض توفي والدي ، حينها شعرت بان الحياة انتهت بالنسبة لي ، لقد رحل ذلك الشخص الذي كان دائما ما يشجعني على الدراسة ، قد اكون لست بذلك التلميذ الذي يدرس بجد واجتهاد طوال اليوم فانا قد ادرس في اليوم ساعة واحدة فقط ولكن والدي كان يساندني ، كان والدي يؤمن بي في الوقت الذي كان الجميع من حولي يرى اني طالب فاشل واني لن انجح في الثانوية العامة ، بعد موت والدي اضطررت الى العمل في احدى المحال التجارية من اجل مساعدة عائلتي ، بعد موت والدي شعرت بانه لا يوجد شيء في هذه الحياة يستحق ان احارب من اجله ، مر شهرين وانا لم افتح كتاب.

كان قد تبقى على الاختبارات النهائية حوالي 4 اشهر ، حتى جاء ذلك اليوم الذي تغيرت فيه مجريات الامور ، في يوم من الايام بينما كنت نائما جائني ابي في المنام ، كان ابي مبتسما ضاحكا وكان يركض باتجاهي ، عندما رأيت والدي بدأت ابكي من شدة الفرحة ، كنت مشتاق جدا لرؤيتك يا ابي العزيز ، قال ابي : يا فادي ان اختبارات الثانوية العامة قد اقتربت وعليك ان تجعلني افتخر بك ، تابع والدي حديثه : صحيح اني لست معك الآن ولكني اشجعك واعلم انك قادر على رفع رأسي عاليا حتى وان لم اكن معك ، اعلم اني احبك كثيرا واني دائما فخور بك مهما حدث يا بني العزيز.

عندما سمعت هذه الكلمات بدأت ابكي بشدة ، استيقظت وكان الفجر يؤذن ، توضأت وصليت وبدأت افكر كيف يمكنني ان انجح بتفوق في الثانوية العامة ، قمت بوضع جدول محدد للانتهاء من جميع المواد الدراسية خلال 4 اشهر ، كنت اذهب في الصباح الى المدرسة ومن ثم اعود الى المنزل اذاكر قليلا ومن ثم اتجه الى العمل ، اعود في الليل على الرغم من اني اكون متعبا الا ان كلمات والدي هي التي كانت تعطيني الدافع الاكبر ، كنت اتحدث الى نفسي واقول : حسنا يا فادي انها فقط بضعة اشهر وسترتاح تخيل ان ترتاح وانت محقق لحلم والدك ، في النهاية تمكنت من الالتحاق بكلية الهندسة حينها شعرت انني حققت حلم والدي ، سعد الجميع من اجلي ولكن فرحتي انا كانت لا توصف لان والدي اصبح فخور بي على الرغم من انه ليس بيننا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *