قصة نجاح لاعب الجمباز العالمي “كيران بيهان
عندما كان في عمر العاشرة قام الأطباء بإجراء عملية استئصال ورما سرطانيا من فخذه، وقد شوهد لعمليته بالسوء فقد أخذ يصرخ بشدة عندما استعاد وعيه إثر تضرر كبير حدث في الأعصاب؛ حينها قيل لكيران أنه لن يستطيع السير على قدميه مجددا!
كان حينها “كيران بيهان” الطفل الذي يبلغ من العمر عشرة أعوام عاشقا لدرجة الولع بالجمباز، وكانت من أهم أهداف حياته الذي يعيش لأجلها أن يصبح لاعبا أوليمبيا، ولكن كيف له أن يحقق ولو شيء يسير من حلمه وها هو يجلس الآن على كرسي متحرك ولا يستطيع السير على قدميه على الإطلاق؟!
كان “كيران” مفعما بالإرادة القوية وصمم على السير في رحلة تعافي طويلة الأمد، أصر إصرارا عظيما على مواصلة السعير وراء حلمه على الرغم من استحالة ذلك، وعلى الرغم من جلوسه على كرسي متحرك إلا إنه ذهب لصالة الألعاب الرياضية وقد كان حينها ابن الخامسة عشر.
ومن جديد تتواصل معاناة الشاب الصغير إذ ينزلق من مكان عالي بعد عدة شهور من عودته ويصاب إثر الانزلاق بجروح بليغة برأسه، أصيب بالإغماء على الفور فور إصابته بالحادثة وتغيب عن مدرسته عاما كاملا بسببها ولكن يبدو أن صالة الألعاب الرياضية تدعوه إليها مجددا.
كان من الأحرى أن يتغلب على إصابته هذه المرة أيضا، فبدأ في رحلة التعافي من جديد، وبعد أن تعافى شرع في إعادة تدريب دماغه وتحسين التوافق العضلي والعصبي، حينها عاد للمدرسة مستعينا بعصا تعينه على السير، وفي هذه اللحظات القاسية عانى “كيران” من سخريات لا حصر لها من زملائه بالمدرسة.
وكان من الصعب على أي نفس أنه قد عانى ثلاثة سنوات حتى استطاع أن يعود لسابق عهده قبل الحادث الأخير الذي تعرض له، غير أن “كيران” أيضا قد تعرض لعدة كسور؛ ولكن كانت الفاجعة الكبرى عندما أصيب بقطع في غضروف ركبته وكان حينها قد تم اختياره للمشاركة في دورة رياضية.
قال حينها “كيران” أنه كان قد اوشك على الاستسلام في هذه اللحظات، ولكنه لم يعرف للاستسلام طريقا قط، وأخيرا وبعد كل هذه المعاناة استطاع عام 2011 ميلاديا أن ينجح في أن يصبح بطل كأس العالم، وكانت من أهم لحظات حياته حينما حقق نصره الساحق بتأهله لأولمبياد لندن 2012 ميلاديا.
وفي الختام وبعد كل هذه المعاناة وبعد كل هذه الآلام وبعد كل هذه النكسات استطاع “كيران” أن يحقق حلم حياته، ولم يكن ذلك بالأمر اليسير على الإطلاق، ولكنه في النهاية وبالفعل أصبح رياضيا أولمبيا، حقا إنه مثال عظيم للغاية يمثل الروح الرياضية الأولمبية التي لا تعرف للمستحيل نفسه طريق.