بيوم من الأيام وبإحدى الغابات والتي كانت تبعد كثيرا عن القرية، كان هناك ذئب جائع للغاية، له ثلاثة أيام لم يذق طعم الحم ولا غيره، لقد أصابه الهزل والضعف الشديد على سائر جسده، ونظرا لضعف جسده لم يستطع البحث والركض طويلا خلف أي فريسة من الحيوانات التي يصادفها بالغابة، لذلك قرر الذئب الذهاب للقرية واصطياد أي حيوان بها أو يجد بها أي شيء يأكله ويسد به جوعه الكبير الذي كاد أن يقتله.

وأول ما وصل القرية وجد كلبا بدينا للغاية، قال في نفسه: “يا لها من وجبة دسمة للغاية وستغنيني بالتأكيد من جوعي، ولكنه ضخم للغاية ومن المحتمل أنني لن أقوى على الانقضاض عليه، سأفكر في حيلة بالتأكيد”.

اقترب الذئب من الكلب….

الذئب: “كيف حالك أيها الكلب الوسيم؟!”

الكلب: “إنني بأفضل حال، ولكنك لم هزيل هكذا؟!، ألا تجد الطعام لتأكله؟!”

الذئب: “بإمكانك قول ذلك”.

الكلب: “ألا أدلك على طريقة تمكنك من تناول الطعام وأشهى الأنواع منه دون تعب ولا نصب منك؟!”

الذئب: “بكل سرور دلني عليها”.

الكلب: “كل ما سيتوجب عليك فعله هو اتباع سيدك، ومراقبة منزله طوال الليل، وأن تكون لسيدك كالظل، وبذلك ستنال أفضل الأكلات من لحوم وأسماك وألبان وغيرها الكثير والكثير، وستصبح بدينا ووسيما مثلي”.

سر كثيرا الذئب من نصيحة الكلب، واقترب منه ليشكره على نصحه فإذا به يلاحظ عليه عدم وجود أي شعر حول رقبته…

الذئب: “لماذا لا يوجد شعر حول رقبتك أيها الكلب؟!”

الكلب: “لن تدفع ضريبة كل ذلك إلا بشيء واحد”.

الذئب بتعجب: “وما هو؟!”

الكلب: “الطوق الذي سيوضع حول رقبتك، ولكنك ستحظى بكل ما تحتاج إليه في نظير ذلك”.

الذئب: “إنك إذا لا يمكنك الجري وقتما تريد؟!”

الكلب: “لا يمكنني الجري إلا عندما يريد سيدي بذلك، ولكنني مقابل ذلك آكل كل ما أريد وبالكميات التي أريد”.

الذئب: “ولكنني لا أبيع حريتي بأي شيء”.

انطلق الذئب بخطوات ثابتة متجها للغابة ليجد بها أي شيء يأكله، ولكنه مهما كانت المغريات لن يبيع حريته لقاء بضعة لقيمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *