قل الحمد لله
شاب عربي في مقتبل العمر وسيم للغاية ومثقف ثقافة عالية، لديه دكتوراه في دراسة الإليكترونيات، يعمل مدرسا بإحدى جامعات فرنسا، وبيوم من الأيام عاد لبلاده العربية وتحديدا “دمشق” وبعد الدرس الديني بعد الصلاة خرج من المسجد وتبع الإمام بخطى ثابتة يريد أن يسأله عن مسألة شخصية، فقبله الإمام وذهب به لمنزله والذي يقرب كثيرا من المسجد.
صارحه الشاب بحقيقة حياته سابقا وكيف أن الله سبحانه وتعالى أنار وأضاء له طريق حياته واصطفاه دونا عن عباد كثيرين غيره؛ أخبره بمدى ترف الحياة الذي منعم به، وأنه استغل كل هذه المقومات فلم يترك ذنبا ولا إثما إلا وأتاه وجاهر بالذنوب والمعاصي في بلاد لا يوجد بها للحرام مكان ولا للعيب؛ وفجأة اختل توازنه فأصبح لا يسير على الأرض إلا باستخدام كرسي متحرك أو باستخدام العكازين، علاوة على كونه يرى الأشياء من حوله غير مستقرة في مكانها فتارة تعلو قرابة العشرين سنتيمتر عن موضعها الطبيعي وتارة تهبط، بالمعنى أنه أصيب باختلال في بصره أيضا، وبذلك فقد كثير من نعم الله سبحانه وتعالى عليه.
لم يترك باب طبيب إلا وطرقه يريد شفائه من كل الأسقام والأوجاع التي أصابت قلبه قبل أن تصيب جسده، فبعدما كان وسيما للغاية والجميع يريدون قربه أصبح منبوذا من قبل الموجودين حوله، حمل نفسه وعاد لبلاده بعدما نصحوه أطباء الغرب بالذهاب للهند والقيام باليوجا أملا في الشفاء، وأن حالته بالنسبة إليهم جميعا ميؤوس منها.
عاد لبلاده الحقيقية وبجانب منزله كان يوجد مسجد، ولأول مرة بكل حياته يستمع حديثا عن الدين، ولأول مرة بكل حياته يصلي لله سبحانه وتعالى ويلجأ إليه، ودرسا بعد درس وصلاة بعد صلاة ومرة واحدة عادت إليه رؤيته السليمة كما كانت عليه من قبل، فأصبح قادرا على رؤية الأشياء بمواضعها الطبيعية بشكل طبيعي للغاية ودون اللجوء لطبيب واحد على الإطلاق، ويومها استطاع أيضا أن يمشي على قدميه من جديد، فبرح من مقعده وكأنه لم يصب يوما بداء.
عاد لفرنسا من جديد والكل تعجب من الحال التي بات عليها من صحة وعافية وجسد ممشوق القوام ووسامة ازدادت إنارة بالقرب من ربه، وتغير حاله لزواج واستقرار وصلاة وقيام وصيام.