قصــــــة الحطاب والثلاث حبات

0

كان يا ما كان يا سادة يا كرام ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام، كان هناك رجلا حطابا طيب القلب محبا للجميع، ومحبا لمساعدة كل من يحتاج إليه، كان يعيش بكوخ صغير للغاية مع والدته العجوز، وكان بكل يوم يذهب إلى الغابة لتقطيع الحطب وبيعه بالأسواق.

وبيوم من الأيام في الصباح الباكر ذهب الرجل الحطاب كعادته إلى الغابة، وهناك تفاجأ بوجود رجل عجوز لا يقوى على السير فاقترب منه وسأله إن كان يريد مساعدة منه…

الرجل الحطاب: “أنا أقدر أساعدك في أي حاجة؟!”

الرجل العجوز: “بس لو أمكن شوية مية”.

ذهب الرجل الحطاب إلى مكان بعيد للغاية حيث يتواجد البئر وجلب الكثير من الماء وعاد مسرعا للرجل العجوز…

الحطاب: “اتفضل المية”.

العجوز: “بصراحة مش عارف أشكرك إزاي؟!”

وأعطاه ثلاث حبات غريبة الشكل ومتناهية الصغر، وأخبره بأن هذه الحبات بإمكانها الشفاء من أي سقم مهما بلغت شدته وخطورته، تعجب الرجل الحطاب ولكنه قبل الهدية من الرجل العجوز.

وأثناء ذهاب الحطاب للسوق لبيع حطبه والحصول على المال لقائه للعودة مسرعا إلى والدته كبيرة السن طريحة الفراش سمع بالسوق أن ملك بلدتهم يعاني من مرض خطير للغاية قد يكلفه حياته، وأنه قد عرض مكافئة 1000 من الإبل المحملة بالكثير من الذهب والفضة والملابس الفخمة لمن يتمكن من معالجته من المرض الخطير الذي ألأم به، وأنه من سيفشل بهذه المهمة الصعبة سيقتل على يد جنود الملك.

لم يتردد الحطاب ثانية واحدة في الذهاب إلى الملك وإعطائه حبة من الثلاثة حبات التي أعطاها له الرجل العجوز لقاء طيبة قلبه، وعندما وصل إلى القصر الملكي…

الرجل الحطاب: “بمشيئة الله أنا أقدر أساعدك أيها الملك”.

الملك: “بجد هتقدر تساعدني لأنك لو ما قدرت هتخسر حياتك”.

الرجل الحطاب: “إن شاء الله ربنا هيجعلني سبب في شفائك”.

الملك: “لك ما تريد إما الأموال الطائلة وحياة سعيدة رغدة وإما موتك قادم”.

كان الملك طريح الفراش لا يستطيع الحراك مطلقا، وبمجرد أن وضع الحطاب حبة واحدة في كأس من الماء وأعطاه للملك وطلب منه أن يشربه حتى استرد الملك كامل صحته وعافيته وكأنه لم يسقم يوما….

الملك: “عجبا لأمرك ولكن أخبرني ماذا فعلت لي؟!”

الحطاب: “إحنا اتفقنا وكان اتفاقنا واضح زي الشمس، شفائك مقابل المكافئة دون أسئلة يا إما الموت مقابل الفشل”.

الملك: “إنت على حق، لك مكافئتك ولك مني كل الشكر واتأكد إني مهما عملت معاك عمري ما هقدر أوفيك ولو جزء بسيط جدا من فضلك علي بعد ربنا سبحانه وتعالى”.
أمر الملك جنوده بإحضار المكافئة (1000 من الإبل المحملة بكافة متاع الدنيا)، فأخذ الحطاب مكافئته ورحل عائدا إلى دياره.

وأثناء عودته مر بصحراء وجد بها كلبة مصابة إصابة بليغة وتحتها صغارها يتضورون من شدة الجوع لعدم قدرتها على السير وإطعام صغارها، فقام الحطاب بوضع حبة أخرى بفمها فنهضت على الفور من إصابتها، حمد الله وأثنى عليه إذ جعله سببا في شفاء كل من الملك والكلبة الضعيفة، وعلم يقين العلم من صاحبة الحبة الثالثة والأخيرة، وكانت والدته طريحة الفراش حتى تتمكن من أن تهنأ بكل المتاع الذي من الله عليه به بسبب أن جعله سببا في شفاء ذلك الملك المريض.

وأثناء رحلته بالصحراء اعترض طريقه مجموعة من قطاع الطرق والمعروفين بخطورتهم وشرورهم، ومن يدافع عنه ويخلصه من شرورهم؟!

لقد كانت الكلبة وصغارها والتي أنقذها بقلبه الطيب من موتها المحتوم، لقد دافعوا عنه بكل ما أوتوا من قوة لدرجة أن هؤلاء اللصوص لم يتمكنوا من الهرب بعيدا عنهم؛ عاد الحطاب إلى والدته فرحا وبصحبته الكلبة بصغارها والتي كنت له الولاء والإبل المحملة، وأعطاها الحبة الأخيرة فقامت من مرقدها كالمهر الصغير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *