قصـــة نجاح رجل الأعمال السعودي “سليمان الراجحي”

0

من مذكرات “سليمان الراجحي” الملياردير السعودي…

كنا فقراء لدرجة أنني عجزت عن الاشتراك في رحلة مدرسية، والتي كانت قيمة الاشتراك بها ريال سعودي واحد، وعلى الرغم من بكائي الشديد لأهلي إلا إنهم لم يعطوني ذلك الريال لعدم امتلاكهم إياه؛ وقبل الرحلة المدرسية بيوم واحد أجبت إجابة صحيحة بالمدرسة وما كان من معلمي بالفصل إلا أن أعطاني ريالا سعوديا مكافئة لإجابتي مع تصفيق جميع زملائي بالفصل.

لم أفكر حينها في أي شيء آخر إلا أنني ذهبت وقدمت الريال اشتراكا في الرحلة المدرسية، وتبدل حينها بكائي المرير لسعادة غامرة دامت لأشهرٍ، ومرت الأيام سريعا وغادرت المدرسة وذهبت لأيام الحياة، وفي الحياة وبعد كثير من سنوات العمل وفضل الله العظيم عرفت العمل الخيري حينها تذكرت ذلك المعلم الفلسطيني الذي كافئني بالريال، وهنا خطر ببالي سؤال هل أعطاني الريال مكافئة لي أم صدقة؟!

لم أصل حينها لإجابة ولكنني اتخذت قراري بأنه أيا كانت نيته حينها فقد حل لي مشكلة كبيرة كانت تفرق بالنسبة لي لأبعد الحدود، حينها قررت أن أذهب للجهات التعليمية بحثا عن ذلك المعلم الفلسطيني، ولم يهدأ لي بالي حتى علمت طريقه، وقررت حينها أن أعرف أحواله وذهبت للقائه، علمت أنه في حالة صعبة للغاية فقد بات بلا وظيفة ويستعد للرحيل، فما كان مني إلا أن أخبرته معلمي الفاضل حمدا لله أنني وأخيرا وجدتك فلك في ذمتي دين كبير جدا منذ سنوات طوال.

قال لي معلمي مصرا: “ليس لي ديون على أي أحد”.

وهنا سألته: “هل تتذكر طالبا أعطيته ريالا مكافئة لأنه أجاب عن كذا وكذا؟!”

قال معلمي بعد تفكير وتأمل: “نعم.. أنعم أتذكرك، وهل أنت تبحث عني الآن لترد لي ريالا؟!”

أخبرته: “نعم”، وبعد نقاش طال قليلا أركبته معي السيارة؛ وقفنا بالسيارة أمام فيلا جميلة للغاية، نزلنا من السيارة ودخلنا الفيلا حينها قلت له: “يا أستاذي الفاضل هذا هو سداد دينك مع هذه السيارة التي بالخارج، بالإضافة لراتب تطلبه مدى حياتك، وتوظيف ابنك في مؤسسة كذا”.

ذهل معلمي وقال لي: “ولكن هذا كثير جدااا”.

فقلت له: “أستاذي الفاضل صدقني إن فرحتي يومها بالريال لا تقارن اليوم بعشرة مثل هذه الفيلا ومئات السيارات، فما زلت لا أنسى هذه الفرحة”.

هذه نبذة من حياة رجل الأعمال السعودي “سليمان الراجحي”، فحياته بأكملها تعتبر مثالا يحتذى به في كيفية استغلال المسلم الحقيقي حياته كما يجب أن يكون، وكيف له أن يسخر نعم الله عليه في الدنيا ليظفر بها في الآخرة بجنات النعيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *