قصة هاشم وعاقبة الكذب
يُحكى انه كان هناك قرية كبيرة ، هذه القرية يتوسطها مسجد ، اعتاد الاطفال الاجتماع كل يوم بعد صلاة العصر في المسجد من اجل تعلم العلوم الدينية وحفظ القرآن الكريم على يد شيخ القرية ، في يوم من الايام طلب الشيخ من احد طلابه ان يبدأ بتلاوة سورة البقرة ، بدأ الطفل يتلو قائلا : بسم الله الرحمن الرحيم ( الم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين ) ، بعدها طلب الشيخ من الطفل هاشم ان يكمل الآية التالية ، لم يتمكن هاشم من اكمال السورة فهو لم يحفظها.
قال الشيخ لهاشم : يبدو انك لم تحفظ سورة البقرة يا هاشم اليس كذلك ؟ ، قال هاشم : في الحقيقة انا لم اتمكن من حفظ السورة لان والدتي كانت مريضة ووالدي متوفي ولدي من الاخوة 5 اشقاء وكان علي الاعتناء بهم ، كما اننا عائلة فقيرة ولذلك كان علي ان اجمع البيض واقوم ببيعه في السوق للحصول على بعض الاموال ، قال الشيخ : حسنا يا بني لا مشكلة ولكن عدني ان تأتي وانت حافظ لسورة البقرة في المرة القادمة ، قال هاشم : حسنا ايها الشيخ اعدك بذلك.
شعر هاشم بسعادة كبيرة لانه تمكن من الكذب على الشيخ وبالتالي لن يعاقبه الشيخ لانه لم يحفظ القرآن كغيره من الاطفال ، انتهى الدرس وانصرف كل طفل الى منزله ومعهم هاشم ، قال الشيخ : يجب علي ان اقوم بمساعدة اسرة هاشم فهي اسرة فقيرة وبدون اب ، ذهب الشيخ الى مخزن القرية واخذ بعضا من الدقيق و الطعام وانصرف ، اخذ الشيخ يسأل عن منزل اسرة هاشم حتى وصل اليه ، تفاجئ الشيخ عندما رأى هاشم يلعب رفقة الاطفال امام المنزل وهناك رجل يخرج من المنزل.
قال الرجل : مرحبا ايها الشيخ الفاضل انا والد هاشم ارجوك تفضل ، قال الشيخ : ولكن يا ابا هاشم ان ابنك اخبرني بانك متوفي وان زوجتك مريضة جدا ولديه من الاشقاء 5 وهو الذي يعتني بهم ولهذا السبب لم يقم بحفظ سورة البقرة كما طلبت منه ، قال والد هاشم : ان زوجتي بحالة جيدة الحمد لله وهاشم لديه من الاشقاء اثنين فقط والحمد لله على نعمه علينا ولا ينقصنا اي شيء ، اتى هاشم الذي احمّر وجهه خجلا من كذبه ، قال هاشم : انا آسف ايها الشيخ انا آسف يا ابي اعدكما الا اكذب مرة اخرى.
العبرة من القصة
لا يمكن للكذب ان ينجيك ابدا ، الكذب حتى وان كان منجاة في البداية الا ان نهايته لن تكون جيدة ابدا ، الصدق هو السبيل الوحيد نحو النجاة ، لا مشكلة ان اخطأنا فنحن بشر المهم الا نكذب ابدا ، الاسلام نهانا عن الكذب وامرنا بالصدق فهذا هو الخلق الذي يجب ان نتحلى به سواء كنا كبار او