تدور احداث هذه القصة حول شاب يسمى يوسف ، يوسف لم يكن بذلك الطالب المتفوق في المرحلة المتوسطة ( الاعدادية ) ، فقد كان يوسف يحب اللعب كثيرا و قضاء اغلب وقته في اللعب امام المنزل او عند احد من اصدقائه ، لم يكن يوسف يهتم بامر الدراسة فهي لا تشغل تفكيره الآن ، كان لدى يوسف اقتناع بان المرحلة الثانوية هي الاهم في حياة اي طالب ، لهذا السبب فقد كان يوسف لا يهتم بالدراسة الا عندما يقترب موعد الامتحانات ، لحسن حظ يوسف جائت امتحانات المرحلة المتوسطة جيدة نسبيا وتمكن يوسف من تحقيق النجاح و الالتحاق بالمرحلة الثانوية.

لان يوسف كان معتادا على اللعب و اللهو فقد وجد انه من الصعب جدا الالتزام بمواعيد محددة للدراسة ، في النهاية لم يتمكن يوسف من تحقيق النجاح في المرحلة الثانوية وبالتالي فلن يتمكن من الالتحاق بالجامعة التي كان يريد الذهاب اليها ، حصل يوسف على معدل 3.7 من 10 وهو معدل ضعيف جدا ، قرر يوسف ان يستعد للعام الجديد و ان يضع جدول محدد حيث سيذاكر لوقت اطول وفي نفس الوقت لن يحرم نفسه من اللعب ايضا ، بالفعل كانت الامور على ما يرام ومع اقتراب موعد الامتحانات مرض يوسف مرضا شديدا ، تسبب هذا المرض في عدم لحاق يوسف بالامتحانات.

بعد شهرين من موعد الامتحانات تحسنت الحالة الصحية ليوسف ، ولكن حالته النفسية لم تكن في افضل حال ، كان يوسف يشعر بالحزن الشديد لانه سوف يعيد دراسة المرحلة الثانوية للمرة الثانية ، والذي كان يحزن يوسف اكثر هو انه كان مستعدا لامتحانات هذا العام فقط ظل يدرس بجد طوال هذا العام ، بمساعدة من والديه تمكن يوسف من تجاوز هذه المرحلة الحزينة ، بدأت الدراسة للعام الجديد ولكن هذا العام لم يكن كأي عام ، ففي هذا العام اندلعت الحرب في بلاد يوسف ، خوفا على الطلاب من التعرض للاذى قرر وزير التربية و التعليم في البلاد تأجيل الدراسة للعام التالي حتى تنتهي هذه الحرب.

كان هذا الخبر بمثابة الرصاصة التي استقرت في قلب يوسف ، اخذ يوسف يحدث نفسه قائلا : مر عامين ولم اتمكن من الالتحاق بالجامعة و الآن علي الانتظار لعام آخر ، لم يكن ما اصاب يوسف حزنا عاديا بل كانت حالة من الاكتئاب ، لم يكن يوسف يدري ماذا يفعل سوى الانتظار ، خاصة ان البلاد الآن اوضاعها ليست مستقرة وهي في حالة حرب ، بعد انتهاء الحرب بدأت الاوضاع تعود الى ما كانت عليه ، في النهاية اخيرا تم عقد اختبارات المرحلة الثانوية وتمكن يوسف من الالتحاق بالجامعة ليدرس الطب ، اخذ يوسف يتفكر في مدى تدبير الله له ، فاذا نجح في العام الاول فانه لم يكن ليحصل على الدرجات التي تؤهله للالتحاق بكلية الطب.

طوال فترة دراسة يوسف في كلية الطب كان يشعر بان الله قد عوضه عما مر به خلال السنوات السابقة ، كان يوسف طالبا مجتهدا مغايرا تماما لما كان عليه عندما كان صغيرا ، في النهاية وبعد مرور سنوات الدراسة تخرج يوسف من الجامعة ، واصبح مشهور بين زملائه و جيرانه في الحي باسم الطبيب يوسف ، كان والدا يوسف يشعران بالفخر جدا لان ابنهما الذي كان دائم اللعب و اللهو قد تمكن من الالتحاق بكلية الطب و العمل كطبيب اخيرا ، شكر يوسف والده كثيرا على ما قدموه من اجله ، وقرر ان يقدم العون و المساعدة لكل شاب مازال في بداية طريقه بان اليأس و الاحباط هما العدو الاول للانسان ، ويجب على كل شخص ان يتحلى بالثقة في النفس فهي اقوى سلاح.

بذلك اعزائي متابعي موقع قصص و نكون قد وصلنا الى ختام قصتنا اليوم ، من المهم جدا ان نتعلم من احداث قصتنا شيئين اساسيين وهما الثقة في النفس و الاصرار على تحقيق النجاح ، بالاضافة الى الرضا بما كتبه الله لنا ، فالله له حكمة في كل شيء تحدث لنا ، كما ان هناك حكمة شهيرة تقول : ( رب ضارة نافعة ) ، فرب الخير لا يأتي الا بالخير ، نتمنى ان تكون هذه القصة قد اعجبتكم وحازت رضاكم وانتظروا المزيد من القصص عن النجاح في مختلف المجالات من خلال موقع قصص .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *