قصة نجاح عيسى يحيى المهندس المتميز

0

عيسى يحيى هو طالب في المرحلة الثانوية النهائية في السودان ، يعيش عيسى مع عائلته في منطقة تابعة لاقليم دارفور حيث الحياة هناك تختلف كثيرا عن مثيلتها في الخرطوم العاصمة ، عيسى طالب متفوق ويحلم ان يصبح مهندسا في يوم من الايام ، انتهت اختبارات الثانوية العامة وكعادته كان عيسى ينتظر النتيجة على احر من الجمر ، في ذلك اليوم ( يوم ظهور النتيجة ) كان عيسى رفقة صديقه يقومون ببعض الاعمال في المنزل حيث ان الامطار الغزيرة اسقطت جزء من جدار المنزل.

انتهى عيسى رفقة صديقه من اعادة بناء الجدار وذهب الى متجر جاره لان جاره كان يمتلك في متجره تلفاز اما عيسى فهو من اسرة فقيرة ولا يمكنه شراء تلفاز ، كان هناك مؤتمر لوزير التعليم السوداني ، خلال هذا المؤتمر سوف يتم اعلان نتيجة الثانوية ، كان رفقة عيسى في ذلك الوقت صديقه ياسين ، قال ياسين : انا متأكد بانك سوف تصبح من العشرة الاوائل يا عيسى ، على الرغم من ان هذه الكلمات كانت جميلة الا انها وضعت عيسى في موضع صعب ، ازدادت آمال عيسى الذي كان يخشى من ان تصيبه خيبة امل اذا لم يكن من ضمن الاوائل.

بدأ المؤتمر وبدأ معه الوزير يذكر اسماء الاوائل ، مع كل اسم كان قلب عيسى يشعر بالحزن فهو خائف جدا من ان يخيّب ظن الجميع من حوله ، تبقى اسم واحد فقط والذي كان بالفعل هو عيسى ، جن جنون عيسى وصديقه وبدأو في القفز عاليا من شدة فرحهم ، توجه عيسى بسرعة الى والده الذي كان في السوق رفقة اصدقائه ، ما ان سمع الاب خبر نجاح ابنه حتى بدأ في الصراخ قائلا : هذا هو ابني هذا هو ابني ، عم الفرح في كل مكان ، عاد عيسى الى منزله فوجد الجيران و الاصدقاء يهنئونه على نجاحه الكبير ، كان هذا ربما هو اسعد يوم في حياة عيسى.

في تلك الليلة تذكر عيسى الايام الثقال التي مر بها ، فقد اعتاد عيسى ان يعمل من اجل ان يساعد والده في المصروفات المنزلية ، عمل عيسى في كثير من الاعمال فمرة عمل في زراعة البصل ومرة في صنع بعض المأكولات المنزلية والذهاب لبيعها في السوق او امام المنزل ، عمل ايضا عيسى في مجال الخياطة بالاضافة الى عمله في بعض المطاعم ، كان عيسى يقوم بصنع عصير الليمون وبيعه على الطريق السريع للمسافرين ، كل هذه الاعمال ساهمت في تكوين شخصية عيسى ، تلك الشخصية التي لم ولن تتنازل ابدا عن تحقيق النجاح والوصول الى اعلى المراتب الممكنة.

التحق عيسى بجامعة الخرطوم ليدرس بها الهندسة ، حيث اختار عيسى قسم الهندسة الكهربائية ، بفضل الله تخرج عيسى من الجامعة وهو حاصل على المرتبة الاولى ، بعد عام من تخرج عيسى التحق بوظيفة مساعد تدريس في نفس الجامعة ( جامعة الخرطوم ) ، ايضا عمل عيسى كمساعد باحث في مركز النيل للابحاث ، بحلول عام 2009م اتت فرصة لعيسى من اجل دراسة الماجيستير في جامعة نوتنغهام ببريطانيا الا ان عيسى رفض هذه المنحة والسبب في رفض عيسى هو حصوله على وظيفة جيدة كمهندس في شركة زين للهاتف المحمول.

 

عيسى يحمد الله انه تمكن من حل جزء كبير من مشاكل الاسرة المادية ، اسرته التي عانت لسنوات من الفقر الشديد في منطقة مهشمة في السودان لتتحول حياة الاسرة بفضل ابنها المهندس عيسى يحيى ، في عام 2015م قام الهندس عيسى باستخراج فيزا سياحية ليسافر الى الولايات المتحدة الامريكية حيث ظل بها شهر واحد وعاد مرة اخرى الى السودان ، بعدها بعام عاد المهندس عيسى ليكرر نفس التجربة ليتم في النهاية اختياره للتدريس في جامعة تينيسي ، المهندس عيسى لن يتوقف عند هذا الحد فهو يخطط للحصول على الدكتوراة وهذا هو سر النجاح ، الجد والاجتهاد مع الثقة في النفس.

 

في الواقع لم يكن الحصول على وظيفة مدرس في جامعة تينيسي سهلة ابدا ، حيث انه للقبول في هذا المنصب يجب ان تتوفر في عيسى عدة شروط اهمها الحصول على شهادتين وهما ( GRE  ) و ( IELTS ) ،  اكمل عيسى يحيى الماجيستير وتمكن من الحصول على معدل 4 ، ليثبت لنا عيسى احمد ان النجاح ليس حكرا على فئة معينة بل ان النجاح يحتاج فقط الى جد واجتهاد ويحتاج بكل تأكيد الى ان يكون الانسان واثقا في قدرته على الوصول بعيدا وتحقيق ما يطمح اليه ، النجاح قد يكون بدايته فشل في احيان ولكن نهايته بكل تأكيد جميلة جدا لكل من اكمل طريق الجد و الاجتهاد.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *