قصة نجاح عبد الرحمن الشلال

0

لم يتمكن الشاب العراقي عبد الرحمن الشلال من الحصول على وظيفة مناسبة لشهادته بعد تخرجه من قسم علوم الحاسبات في جامعة بغداد عام 2013. وبدلاً من الاستسلام لليأس، قرر الشلال العمل في مخبز في بغداد، حيث كان يعمل سابقاً أثناء دراسته الجامعية.

ومع ذلك، لم يكن الشلال يريد الاستقرار في وضعه الحالي، بل بدأ بالبحث عن فرص عمل خارج العراق. وبدأ بمراسلة شركات عديدة في الخارج بحثاً عن فرص عمل أفضل. وبفضل عزيمته وإصراره، تمكن الشلال أخيراً من الحصول على فرصة عمل في إحدى الشركات النمساوية، وبذلك تحقق حلمه في العمل في مجاله وتحسين حياته.

يعمل الشاب العراقي عبد الرحمن الشلال في مخبز منذ دخوله الجامعة، لتوفير احتياجاته المعيشية وشراء الكتب اللازمة لدراسته. وبعد تخرجه لم يجد وظيفة في تخصصه واضطر للاستمرار في العمل بالمخبز. كان الشلال يحلم بالعمل في وظيفة صمن تخصصه لكي لا يضيع سنوات دراسته هباء، ولكن لم يسعفه الأمر وكان يكتب أحلامه ويرددها بصوت عال في المخبز ويزداد إصراره عليها كل يوم، وكان يردد دائما في أمل بأن تتحقق أحلامي ورجائي بالله عزل وجل لن يضيعني.

يقول صديقه إن عبدالرحمن شاب طموح ومن عائلة بسيطة، حاول الحصول على وظيفة في العراق وخارجه، وأرسل أوراقه إلى عدة دول. يتخيل الشلال كيف سيكون مستقبله، ويتحلى بالإصرار والعزيمة والتفاؤل بأن الأحلام يمكن أن تتحقق بالجد والعمل الدؤوب. يعرف أنه يمكنه تحقيق أحلامه إذا عمل عليها بجدية، وهكذا فعل، تعلم اللغة الإنجليزية وترجم شهاداته وخبرته ونجح في مراسلة الشركات داخل وخارج العراق وأخيرًا تحققت أمنيته وحصل على وظيفة ضمن تخصصه في دولة النمسا.

تعرض الشلال لصعوبات في التواصل مع الناس عندما وصل إلى النمسا، حيث يتحدث النمساويون اللغة الألمانية التي لم يتقنها. لكنه لم يستسلم للصعوبات واتخذ قرارًا بتعلم اللغة الألمانية مع مساعدة الدكتور يوهانس روبير، الذي أدهشه بتعامله وأخلاقه الحميدة. وفي محاولة للاستفادة من الفرص العديدة المتاحة له في النمسا، عمل الشلال على التعرف على الثقافة النمساوية ومناطق الجذب السياحي. كان الشلال شخصًا محترمًا ومهذبًا، مما جعل النمساويين يثقون به ويتقبلونه بسهولة. وفي النهاية، اندمج الشلال في المجتمع بشكل سريع بفضل انفتاحه وإصراره وقدرته على تجاوز الصعوبات، حيث تطوع في العمل الميداني وكان من الأوائل الذين ساعدوا الناس في فترة الكرونا الصعبة التي مرة بجميع دول العالم. هذه الخبرة والتعامل المباشر من الكثير من البشر أكسب عبدالرحمن الثقة الزائدة بالنفس وتمكن من تحسين لغته وشعر بأنه أصبح جزءً من المجتمع النمساوي.

رغم النجاحات التي حققها عبدالرحمن إلا أنه ما زال يكن الحب والاحترام لمخبز العيش الذي كان يعمل به قبل سفره للنمسا، ويصر على تذكير نفسه بتلك الفترة حتى يتذكر مدى تعبه على تحقيق حلمه ويستمر إصراره على النجاح وتطوير ذاته أكثر وأكثر.

و يوجه المبرمج عبدالرحمن الشلال الذي يقيم بالنمسا الأن نصائحه إلى الشباب العربي والعراقي بمواصلة الدراسة والتعلم والاستفادة من الفرص المتاحة لهم، مع الالتزام بالثقافة والأخلاق المحلية. تعد قصة الشلال ملهمة وتوضح أنه في حالة عدم تحقيق الأهداف في مكان ما، يمكن للإصرار والعزيمة أن يحققا النجاح في مكان آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *