كان هناك طالبا بالمرحلة الابتدائية، كان لا يكون أي صداقات، ولا أحد من زملائه بالفصل يعرف أي معلومة عنه مطلقا؛ وبيوم من الأيام قرر مدير المدرسة تخصيص يوم كامل للتحدث فيه عن فضل ودور الوالد في حياة كل فرد، وفي حياة كل تلميذ بالمدرسة.

صادف يوم الخطاب أن المدير ذهب لفصل الطالب بعينه، وأثناء حديث الطلاب هذا يقول بأن والده طبيب وذاك والده مهندس وآخر والده مدرس، ولكن الطالب طلب الذهاب لطبيب المدرسة حيث أنه يشعر ببعض التعب.

سمح له مدرسه بالذهاب، وغاب الطالب كثيرا من الوقت حتى انتهى الخطاب، وفي نفس اليوم بعدما انصرف الجميع من المدرسة، رأى المدير الطالب الذي أثار فضوله وانتبه لغيابه الطويل ولعذره المتصنع، رآه يقف بجوار بائع للبالونات، استشف المدير أن والده يبيع البالونات بالشوارع ولذلك تجنب الطفل الحديث عن مهنة والده.

وباليوم التالي ألقى مدير المدرسة كلمة بطابور الصباح حيث قال فيها…

بالأمس تحدثنا عن مهنة والد كل طالب منكم، واليوم جاء الدور لأتحدث عن مهنة والدي رحمه الله تعالى، لقد كان والدي بكل يوم يذهب للسوق باكرا ليبيع الخضار، لم يكل يوما ولم يتعب، حتى أثناء مرضه وإعيائه الشديد كان يذهب لعمله، وكل ما عليه نحن الآن أبنائه بفضله وبفضل مثابرته ودوامه على العمل، العمل لا يوجد عيب طالما كان كسب من حلال.

فهم الطالب الدرس واستوعبه جيدا، ولم يخجل ثانية من الحديث عن مهنة والده أبدا، وأصبح فخورا بوالده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *