اهلا وسهلا بكم متابعي موقع قصص
 لقد اضفنا اليوم قصة جديدة
 استمتعوا!

هذه القصة من حصريات موقع قصص

كان زيد يعمل في شركة استشارات كبيرة، يقدر مهاراته ويتطلع إلى الترقية التي طالما حلم بها. كان المدير العام، السيد خالد، قد توفي في حادث مروري مروع قبل عدة أسابيع. كان الحادث مدبرًا بشكل احترافي، لكن لا أحد كان يستطيع الجزم بذلك، فكل الأدلة كانت تشير إلى مجرد حادث عابر. ورغم أن الشركة كانت في حالة صدمة من فقدان قائدها، فإن زيد كان يعاني أكثر من غيره؛ لأنه كان قد عمل مباشرة مع خالد وكان يكن له احترامًا بالغًا.

ومع مرور الأيام، بدأ الوضع يتغير في الشركة. تم تعيين سمير، وهو موظف قديم في الشركة، ليكون المدير العام المؤقت. من أول اجتماع حضره زيد مع سمير، شعر بشيء غريب. سمير لم يكن هو الشخص الذي عرفه سابقًا، كان قاسيًا وصارمًا بطريقة غير مبررة. كان يتخذ قرارات عشوائية، يضغط على الموظفين بشكل غير طبيعي، ويتدخل في حياتهم الخاصة بطرق غير لائقة. الجميع كان يتجاهل تصرفاته أو يبررها على أنها جزء من عملية التأقلم بعد وفاة المدير السابق، ولكن زيد لم يستطع التخلص من شعوره بأن شيئًا ما ليس على ما يرام.

كان سمير يقترب من زيد بشكل خاص. كان يُملي عليه قرارات غير منطقية ويجعله جزءًا من اجتماعات خاصة تناقش تفاصيل غامضة. شيئًا فشيئًا، بدأ زيد يشك في أن سمير ليس هو الشخص الذي يجب أن يكون في منصب المدير العام، وأن هناك شيئًا غريبًا في طريقة تصرفاته. كانت هناك لحظات شعر فيها زيد أن سمير ليس سوى نسخة أخرى من خالد. نفس أسلوب التعامل، نفس النداءات القاسية، ونفس التصرفات غير الطبيعية.

شعور زيد بالقلق دفعه للبحث عن معلومات حول الحادث. بدأ يتحدث مع بعض الموظفين القدامى الذين كانوا يعملون مع خالد، واكتشف أن الأخير كان قد بدأ في التحقيق في معاملات مشبوهة داخل الشركة قبل وفاته. كان خالد على وشك الكشف عن شبكة من الفساد داخل الشركة تتعلق بصفقات غير قانونية وممارسات مالية مشبوهة. اتضح أن هناك شائعات حول كون الحادث لم يكن حادثًا طبيعيًا، بل تم تدبيره من قبل أفراد داخل الشركة كان خالد قد هدد بكشفهم.

بينما كان زيد يغرق أكثر في التحقيق، بدأ يشعر أن سمير كان على علم بما يحدث، بل ربما كان متورطًا في الأمر. كانت هناك إشارات متزايدة على أن سمير لم يكن مجرد موظف آخر في الشركة؛ بل كان جزءًا من المؤامرة التي كانت تهدف إلى إخفاء حقيقة وفاة خالد وطمس الأدلة التي كانت تكشف عن الفساد. في إحدى الليالي، وجد زيد نفسه يواجه مواقف غريبة. كان يتلقى رسائل تهديد غير مباشرة من سمير، الذي كان يلمح إلى أنه يمكن أن يخسر منصبه إذا استمر في طرح الأسئلة. كان الجميع في الشركة يبدون وكأنهم متواطئون، إما بسبب الخوف أو بسبب مصالحهم الشخصية.

ومع زيادة التهديدات، قرر زيد أن يكشف الحقيقة مهما كلفه الأمر. بدأ في جمع الأدلة التي تشير إلى الفساد داخل الشركة، وتوصل إلى حقيقة مروعة: كان سمير قد تم تعيينه ليس لتولي الإدارة المؤقتة، بل ليحل محل خالد ويخفي كل شيء متعلق بالتحقيقات التي كان خالد قد بدأها. حتى الحادث كان جزءًا من الخطة لتصفية خالد ومنعه من نشر الحقيقة.

في النهاية، لم يكن أمام زيد سوى اتخاذ خطوة جريئة. قام بتسريب الأدلة إلى الصحافة، وكشف الفساد الكبير داخل الشركة. تم التحقيق مع سمير، وتبين أنه كان جزءًا من شبكة من الموظفين الفاسدين الذين كانوا يتلاعبون بمصير الشركة من أجل مصالحهم الشخصية. انهارت الشركة بعد نشر التحقيقات، وتم محاكمة المسؤولين عن الفساد. زيد خرج منتصرًا، لكن ليس بدون ثمن. فقد فقد عمله وعلاقاته مع الكثير من الزملاء، ولكن على الأقل كان قد كشف الحقيقة التي كانت ستظل مدفونة إلى الأبد لو لم يتحرك.

في النهاية، شعر زيد براحة غريبة، كأن عبئًا ثقيلًا قد زال عن قلبه، لكنه كان يعلم أنه سيظل يعيش مع هذا السر الثقيل. سيظل يتساءل إن كان الأمر كله مجرد مصادفة، أم أن خالد قد مات من أجل أن يكشف زيد هذا السر العميق.

 

النهاية

 

انتهت القصة
نتمنى أنكم استمتعتم بقراءة القصة. اذا لديكم قصص وترغبون بمشاركتها معنا ، تواصلوا معنا عبر بريد الموقع  info@qesass.net.
إدارة موقع قصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *