قصة قمر وصانع الخبز
كان هناك فتاة صغيرة جميلة أسمها قمر، كانت قمر تعيش في مدينة اشتهرت بأنها منتجة لجميع المخبوزات والحلويات الشهية والطازجة، ويزور هذه المدينة الناس من كل بقاع الدنيا، ويرجع سر هذه المخبوزات لخباز ماهر يخبز العجين، فيزداد حلاوة وطراوة ولذة.
وكم تمنت قمر أن تصبح خبازة ماهرة، لأنها تحب المخبوزات والحلويات كثيرا، وخصوصا كعكة قوس قزح المحتوية على العديد من الألوان، وكانت قمر تحتفظ بالحلويات والمخبوزات الشهية في أحد دواليب المطبخ في منزلها، لكي تتناولها كلما سنحت لها الفرصة.
وكان الخباز الماهر كريما سخيا يوزع دائما الخبز والمخبوزات والحلويات على كل سكان المدينة، ولكن فجأة تغير حال الخباز، وأصبح مغرورا، لأن مخبزه كبر حجمه، وفي الوقت ذاته صغر حجم الإنتاج من المخبوزات والحلويات.
وأصبح الخباز لا يوزع الخبز والحلويات على أهل المدينة كما تعود، وأصبح يخبأ الخبز والحلويات حتى عن المحتاجين والفقراء، وكان دائما يقول لنفسه، لماذا أوزع الخبز على المحتاجين مجانا، وأنا أستطيع بيعه لم يدفع المال.
وفي يوم من الأيام طلب عامل بسيط من الخباز أن يعطيه الخبز والمخبوزات، لكن الخباز غضب وطرد العامل البسيط من مخبزه، وحزن العامل البسيط الذي يعمل في تعليق المصابيح كثيرا من الخباز.
فرأت قمر العامل البسيط حزينا فساعدته في تعليق مصباحه، وأتى يوم تغير فيه الوضع تماما، فكلما خبز الخباز خبزا أو كعكة كان طعمها لاذعا سيئا مرا، حتى لو زاد في العجين الكثير من السكر، وأصبح الخبز باردا مثل الجليد على الرغم من خروجه في التو من الفرن.
وتوقف الناس عن شراء الخبز أو المخبوزات من مخبزه، وشعر الخباز بالوحدة، وتمنى الخباز أن يتذوق الطعم اللذيذ لمخبوزاته من جديد، فسمعت أمنيته قمر، لكن قمر لم ترد أن تخبره بشأن المخبوزات التي تحتفظ بها في مطبخ منزلها، فقد كان لديها في المنزل قطعة واحدة من كعكة قوس قزح.
ولما أتى الليل، لم تستطع قمر أبدا تناول آخر قطعة من كعكة قوس قزح، ولم تستطع أيضا النوم، فقد ظلت طوال الليل تفكر في الخباز المسكين، وفي اليوم التالي أخذت قمر آخر قطعة من كعكة قوس قزح للخباز المسكين الوحيد، فرح الخباز بالكعكة وشكر قمر على هذا المعروف.
وقام الخباز بتقسيم القطعة لجزأين، أكل هو جزء، وأخذ الجزء الآخر للعامل البسيط الذي يعمل في تعليق المصابيح، فرح العامل البسيط بقطعة الكعك، واقتسم العامل قطعة الكعك مع فتاة صغيرة فقيرة، والتي اقتسمتها بدورها مع جارتها، وبدأت الكعكة تلف بيتا بيت في المدينة.
وتذوق جميع سكان المدينة من آخر قطعة من الكعكة، فتشارك الجميع في الكعكة، ونظر الخباز وتذكر حلاوة مشاركة الخير والسعادة بين الناس، فأسرع ودخل مخبزه وبصحبته قمر، وقام الاثنين بصنع الخبز وخبزه، وصنعوا أيضا الحلويات اللذيذة، وقام الخباز وقمر بتوزيع الخبز والمخبوزات على كل سكان المدينة، وبهذا عاد بين سكان المدينة الخير والسعادة والحب والعطاء.