قصة قابل العمل السئ بالعمل الصالح
كان هناك رجل غني يدعى عمر. كان يملك كل شيء: قصرًا وسيارات ومجوهرات وملابس فاخرة. لكنه كان مغرورًا ومتعجرفًا. كان يحتقر الفقراء والمحتاجين. كان يظن أن المال هو كل شيء في الحياة. ذات يوم ، خرج عمر من قصره ليذهب إلى حفلة. كان يرتدي بدلة باهظة الثمن وساعة ذهبية وخاتم ألماسي. عندما كان يسير في الشارع ، رأى رجلًا فقيرًا يجلس على الرصيف. كان الرجل الفقير يبتسم ويغني بصوت عذب. “ماذا تفعل هنا؟” سأل عمر بغضب. “أنا أغني” قال الرجل الفقير ببساطة. “أغني؟ لماذا تغني؟ ألا ترى أنك فقير وبائس؟ ماذا تملك في الحياة؟” “أملك الكثير” قال الرجل الفقير بفرح. “أملك الصحة والسلام والإيمان والحب. أملك صوتًا جميلًا يسعد قلبي وقلوب الآخرين. أملك رضى ربي وشكره. أنا سعيد بما أعطاني الله.” “هذه حماقات” قال عمر بسخرية. “هذه ليست ثروة. هذه ليست سعادة. هذه هي الفقر والشقاء. إن المال هو الثروة. المال هو السعادة. انظر إلى نفسي. أنا غني وسعيد. أنا أفضل منك بألف مرة.” “لا تكن متكبرًا” قال الرجل الفقير بحزم. “لا تظن أن المال يجعلك سعيدًا. المال ليس كل شيء في الحياة. المال لا يشتري الصحة والسلام والإيمان والحب. المال لا يشتري رضى الله وشكره. المال لا يدوم إلى الأبد. إن المال نعمة من الله ، فلا تستخدمه في المعصية والظلم ، بل استخدمه في الطاعة والخير.” “لا تعطني دروسًا في الأخلاق” قال عمر بغضب. “أنت لست أهلاً لتحكم على حياتي. أنت لست إلا فقيرًا حقيرًا لا يستحق التعامل معه.” ثم دفع عمر الرجل الفقير بقوة وأسقطه على الأرض. ثم استأنف مشيه نحو حفلته. ولكن في طريقه ، حدث شيء مروع. اصطدمت سيارة بعمر بسرعة عالية. سقط على الأرض مصابًا بجروح خطيرة. فقد ساعته الذهبية وخاتمه الألماسي. فقد دماء كثيرة. “أنقذوني! أنقذوني!” صرخ عمر بخوف. ولكن لم يكن هناك أحد يستطيع مساعدته. كان جميع من حوله يشاهدونه بلا رحمة أو شفقة. “ألا يوجد أحد يستطيع مساعدتي؟” صرخ عمر ببؤس. ثم سمع صوتًا مألوفًا. “أنا هنا” قال الصوت. انظر عمر إلى جانبه ، فإذا به يرى الرجل الفقير الذي دفعه قبل قليل. “أنت؟” قال عمر بدهشة. “نعم ، أنا” قال الرجل الفقير بإحسان. “جئت لأساعدك.”
“ولكن لماذا؟” قال عمر بتعجب. “لقد كنت قاسيًا معك. لقد دفعتك وأهنتك. لماذا تساعدني؟”
“لأنني أحب الخير” قال الرجل الفقير ببساطة. “لأنني أرحم الخلق. لأنني أخاف الله وأطيعه. لأنني أعلم أن المال ليس كل شيء في الحياة.”
ثم استدعى الرجل الفقير سيارة إسعاف وأبلغ عن حادثة عمر. ثم أخذ عمر إلى المستشفى وبقي معه حتى تحسنت حالته.
“شكرًا لك” قال عمر بامتنان. “شكرًا لك على إنقاذ حياتي. شكرًا لك على تعليمي درسًا في الحياة. شكرًا لك على إظهاري معنى الثروة والسعادة.”
“لا شكر على واجب” قال الرجل الفقير بود. “أنا سعيد بأنك بخير. أنا سعيد بأنك تغيرت. أنا سعيد بأنك صديقي.”
ثم احتضن الرجلان بعضهما بعضًا.
وهكذا تغيرت حياة عمر. تخلى عن غروره وتعجرفه. أصبح متواضعًا ومحسنًا. أصبح يستخدم ماله في الخير والصدقة. أصبح يحب الفقراء والمحتاجين. أصبح يشكر الله على نعمه.
وهكذا ازدهرت حياة الرجل الفقير. تلقى من عمر هدية كبيرة من المال والمجوهرات. استطاع أن يشتري منزلاً وسيارة وملابس جديدة. استطاع أن يفتح مدرسة لتعليم الغناء والموسيقى. استطاع أن يسعد نفسه وغيره.
وهكذا صار الرجلان أصدقاء حميمين. كانوا يزورون بعضهم بعضًا ويتشاركون في الفرح والحزن. كانوا يغنون معًا ويلهون معًا.