قصة فرفور الطماع
كان فرفور فأراً كسولاً طماعاً لا يتعب نفسه في البحث عن طعام ليأكله، ويكتفي بما يسرقه من الناس القريبين منه وكان يسكن بجوار الفأر فرفور فلاح طيب اسمه العم بركة، فكان يزرع القمح ليصنع الناس منه الخبز الذي يأكلونه ويقوم هو بتخزين الفائض في مخزن بجوار البيت كي يأكل منه أولاده وزوجته .
على مخزن القمح كانت تقف القطة أمينة النشيطة لتحرس القمح للعم بركة الذي كان يطعمها ولا يضربها ويلاعبها ولا يؤذيها .. الفأر فرفور اراد أن يأكل من القمح الذي يحبه من مخزن العم بركة، ولكن كيف يصل اليه والقطة أمينة تقف له بالمرصاد امام المخزن، ثم فكر فرفور في حيلة يصل بها الي القمح الموجود بالمخزن دون أن يقع فريسة في يد القطة، وهي أن يحفر سرداباً تحت الارض يصل من خلاله الي المخزن بعيداً عن أعين القطة أمينة .
بعد عدة ايام من الحفر وصل الفأر فرفور الي داخل السرداب تحت المخزن واذا بحبة قمح تقع عليه من شق في السقف والحبة تبعتها حبة اخري، ولكن لم يعجب فرفور الطماع أن يقع عليه القمح حبة حبة فقط، وكان يقول : بدلاً من حبة حبة اقرض بأسناني خشب سقف السرداب فيزيد الشق، فسقط عليه حبتان ثم ثلاث حبات ثم اتسعت الفتحة ونزل منها أربع حبات .
فرح فرفور الطماع لكنه لم يشكر الله، الطمع أنساه فقد كان يريد القمح كله وليس ما يكفيه فقط، وقال : لماذا لا اجعلها خمساً وسبعاً وعشراً ؟ وأخذ يقرض ويفرض والفتحة تكبر وتكبر، جلس الفأر الطماع ليستريح وأغمض عينية ثم فتحها وإذا بالقطة امينة تقف امامه بعد أن نزلت من الفتحة الكبيرة التي صنعها فرفور بنفسه، وحاول فرفور أن يهرب من القطة لكن دون جدوي، فسرعان ما امسكت به لتفترسه وهي تقول : هذا جزاء الطماع، الله يجاري الطماع .