قصة عمر المغرور والكرة

0

كان هناك طفل يدعى عمر، يحب اللعب بالكرة مع أصدقائه في الحديقة. كان عمر ماهرًا في الكرة، ويسجل الأهداف بسهولة. لكنه كان أيضًا مغرورًا ومتعجرفًا، ولا يحترم زملائه أو خصومه. كان يستهزئ بمن يخسرون منه، ويتباهى بمهاراته.

ذات يوم، جاء إلى الحديقة طفل جديد يدعى سامي. كان سامي يحمل كرة جديدة وجميلة، ويبحث عن أصدقاء ليلعب معهم. فرأى عمر سامي، وقال لأصدقائه: “هل ترون ذلك الطفل؟ لديه كرة رائعة. لنذهب إليه، وندعوه ليلعب معنا.”

فذهب عمر وأصدقاؤه إلى سامي، وسألوه: “مرحبًا، ما اسمك؟”

فقال سامي: “مرحبًا، اسمي سامي. أنا جديد هنا. هل تودون أن نلعب معًا؟”

فقال عمر: “نعم، بالطبع. لدينا فريقان، ونحتاج إلى لاعب آخر. هل تسمح لنا بأن نستخدم كرتك؟”

فقال سامي: “حسنًا، لا مشكلة. هذه كرتي الجديدة. اشترتها لي أمي في عيد ميلادي. احتفظوا بها جيدًا.”

فأخذ عمر الكرة من سامي، وقال لأصدقائه: “انظروا إلى هذه الكرة. هي ناعمة ولامعة. سأسجل بها الكثير من الأهداف.”

ثم قال لسامي: “انضم إلى فريقنا. سنلعب ضد الفريق الآخر.”

فانضم سامي إلى فريق عمر، وبدأت المباراة. كان عمر يستولى على الكرة دائمًا، ولا يمرِّرها إلى زملائه. كان يحاول تسجيل الأهداف بنفسه، ولا يهتم بالتعاون مع فريقه. وكلما سجل هدفًا، كان يصفق لنفسه، ويقول: “أنا أفضل لاعب في العالم. لا أحد يستطيع أن يوقفني.”

ولكن سامي لم يكن سعيدًا بهذا السلوك. كان يشعر بالإحباط والضجر. لم يستطع أن يلمس الكرة أو يشارك في اللعبة. كان يشعر أن عمر يستغلُّ كرته ولا يحترمه.

فقال لعمر: “عمر، من فضلك، أعطني الكرة. أريد أن ألعب أيضًا. هذه كرتي، وأنا جزء من الفريق.”

فقال عمر: “لا، اسكت. أنت لا تعرف كيف تلعب. أنت ضعيف وبطيء. أنا سأفوز لنا بالمباراة. ابتعد عن طريقي.”

فزعل سامي من هذه الكلمات، وقال: “لا، هذا غير عادل. أنت لست صديقًا حقيقيًا. أنت مغرور ومتعجرف. أنا لا أريد أن ألعب معك. أعطني كرتي، ودعني أذهب.”

فقال عمر: “لا، هذه الكرة ليست لك. هي لي. أنا سأحتفظ بها. اذهب بعيدًا، ولا تزعجني.”

ثم ركل الكرة بقوة، فطارت بعيدًا. وضحك عمر بسخرية، وقال: “وداعًا يا سامي. ابحث عن كرة أخرى.”

فغضب سامي من هذا الظلم، وبكى من الحزن. فرأى الأطفال الآخرون ما حدث، وشعروا بالغضب والشفقة. فقالوا لعمر: “عمر، ماذا فعلت؟ لماذا تصرفت بهذه الطريقة مع سامي؟ هو صديقنا، وهذه كرته. عليك أن تعطيه إياها.”

فقال عمر: “لا، هذه الكرة لي. أنا سأحتفظ بها. هو لا يستحقها. إن كنتم تحبونه، فانضموا إليه.”

فقال الأطفال: “حسنًا، سنفعل ذلك. نحن لا نحبك. أنت لست صديقًا جيدًا. أنت طاغية وجشع. سنذهب مع سامي، وسنلعب معه.”

ثم ذهبوا جميعًا إلى سامي، وعانقوه ومسحوا دموعه. وقالوا له: “سامي، نحن آسفون على ما حدث. عمر كان خطأ في معاملتك. نحن نحبك، ونحترمك. هل تسامحنا؟”

فابتسم سامي، وقال: “نعم، أسامحكم.

فقالوا له: “هيا، لنبحث عن كرتك. ربما تكون في مكان قريب.”

فذهبوا جميعًا يبحثون عن الكرة، وسألوا كل من يرونه عنها. وبعد مدة، وجدوها في حديقة أخرى. كانت الكرة ملقاة على الأرض، وحولها مجموعة من الكلاب تلعب بها.

فقال سامي: “هناك كرتي. لقد وجدناها. لكن كيف نأخذها من الكلاب؟”

فقال أحد الأطفال: “لا تخف. أنا أعرف هذه الكلاب. هي لطيفة وودودة. سأطلب منها أن تعطينا الكرة.”

فذهب الطفل إلى الكلاب، وتحدث معها بلغة الحيوانات. وقال لها: “مرحبًا يا كلاب. هذه الكرة التي تلعبون بها هي لصديقنا سامي. هو فقدها بسبب طفل شرير. هل يمكنكم أن تعودوها إليه؟”

فنظرت الكلاب إلى سامي، وشعرت بالرحمة. فقالت: “حسنًا، نحن نعطيكم الكرة. نحن نحب سامي، ولا نحب الأطفال الشريرة. هذه هدية منَّا لسامي.”

ثم أخذت إحدى الكلاب الكرة بفمها، وجاءت إلى سامي، ووضعتها أمامه. وقالت: “سامي، هذه كرتك. احتفظ بها جيدًا. ولا تدع أحدًا يأخذها منك.”

فشكر سامي الكلاب، وقال: “شكرًا لكم يا كلاب. أنتم أصدقاء حقيقيون. أنتم طيبون وكرماء. سأزوركم دائمًا.”

ثم أخذ سامي كرته، وعاد مع أصدقائه إلى حديقتهم. وقال لهم: “شكرًا لكم يا أصدقاء. أنتم ساعدتموني في استعادة كرتي. أنتم مخلصون وشجعان. سألعب معكم دائمًا.”

ثم بدأوا يلعبون بالكرة معًا، وسط ضحكات وفرحة.

أمَّا عمر فظل وحيدًا في حديقته، بلا كرة ولا أصدقاء. فشعر بالندم على ما فعله، وقال: “آه، ماذا فعلت؟ لقد خسرت كل شيء بسبب غروري وجشعي. لقد خسرت كرة سامي، وخسرت أصدقائي. لقد خسرت الماء، وبقيت في الصحراء.”

ثم بكى على حاله، وقال: “أتمنى لو استطيع أن أعود بالزمن إلى الوراء، وأصلح ما أفسدته. أتمنى لو استطيع أن أعتذر لسامي، وأطلب منه أن يسامحني. أتمنى لو استطيع أن أكون صديقًا جيدًا.”

ولكن كان الأوان قد فات. فلم يستطع عمر أن يفعل شيئًا، سوى البقاء في حزنه ووحدته.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *